من "يهدد" يهود فرنسا؟

نقلت قناة أوروبا 1 عن السلطات الأمنية أن المتورط هو المعارض السياسي الملدوفي أناتولي بريزنكو، وحددت موقعه في روسيا من خلال مكالماته الهاتفية مع المتهمين الملدوفيين بعد توقيفهما في باريس جراء التشكيك في قيامهما بطبع الرسومات.

وأكدت عدة مصادر داخل جهاز المخابرات لصحيفة لوموند هوية بريزنكو، وهو رجل الأعمال المتخصص في التسويق عبر الإنترنت والموالي لروسيا، الذي كان مرشحا عام 2015 عن حزب الاشتراكيين المتشكك في أوروبا.

وتفيد الصحيفة أن تحليلا لخبيرين مستقلين يرجح أن العملية تابعة لمجموعة الدوبلغنجر، وهو ما يعني "الشبيه" باللغة العربية.

الدوبلغنجر هو الاسم الذي يطلق على حملة تضليل روسية ضد فرنسا، وفقا لموقع أورو نيوز. وتدعى المجموعة بالدوبلغنجر لأنها تقوم بتصميم صفحات إخبارية شبيهة بمواقع صحف فرنسية معروفة مثل لو باريزيان، 20 دقيقة، لوموند، ولوفيجارو وكذلك وسائل إعلامية ألمانية، مع تغيير بسيط في عنوان الرابط.

اكتشفت السلطات الفرنسية هذه المواقع المقلدة بنشرها لمحتوى يؤيد روسيا، حيث جاء، على سبيل المثال، في مقال مزيف من صحيفة لوموند أن "الوزير الفرنسي يدعم قتل الجنود الروس في أوكرانيا"، وهو عنوان متحيز بشكل واضح ومؤيد للكرملين.

ولم تقتصر هذه المجموعة على وسائل الإعلام الفرنسية، بل استهدفت مواقع حكومية أيضًا حيث تم نسخ الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية بإعلان مزيف عن فرض ضريبة على "كل معاملة نقدية" لتمويل الدعم العسكري لأوكرانيا، وفقا لما نقلته صحيفة لوموند في تقرير سابق.

قامت مجموعة الدوبلغنجر التي تتوفر على عدد كبير من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تديرها ربوتات ومواقع إعلامية فرنسية أبرزها Reliable Recent News، بنشر صور للجدران التي طبعت عليها نجمة داوود.

وقامت بإنشاء نسخ مزيفة لمواقع إخبارية باللغة الفرنسية تدعي من خلالها أن معاداة السامية باتت ترتفع بشكل مقلق في فرنسا.

كما سبق وأن تورط الكرملين في تأجيج قضية بق الفراش في باريس التي أثارت ذعرا واسعا داخل وخارج البلاد، وفقا لموقع مجلة بوليتيكو.

ليس هناك إجماع عن الهدف من رسومات نجمة داوود، حسب ما نقله موقع سي بي إي نيوز عن المدعي العام، فقد يراه البعض دعمًا لإسرائيل وقد يراه آخرون تهديدًا للمجتمع اليهودي.

لكن متحدثا لمجموعة بوت بلوكر التي تفضح الدعايات التضليلية الروسية قال إن الرسومات تحقق الهدف الكلاسيكي لعمليات التضليل الروسية في أوروبا وهو محاولة لإثارة التوترات والصراعات بين السكان.

وتنقل صحيفة لوموند عن المتحدث قوله: "تفسيرنا أن الهدف هو إثارة القلق بين الأوروبيين، بأن نقول لهم: لا تظنوا أن الصراع في الشرق الأوسط لن يؤثر عليكم".