"كر وفر".. خطة إسرائيل الجديدة تفشل في جنين

عادة، يقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة جنين لساعات طويلة تصل في بعضها إلى 10، وفي يوليو الماضي نفذ عملية عسكرية استمرت نحو ٥٠ ساعة متصلة، وأطلق عليها اسم "البيت والحديقة".

لكن الجيش الإسرائيلي ينفذ في الوقت الراهن خطة أخرى في المدينة؛ إذ يقتحم بشكل متوسط الشدة، ثم ينسحب بشكل كامل، قبل أن ينفذ الاقتحام الكبير. وهذا ما حدث اليوم الخميس، عندما اقتحم أطراف المدينة في الـ٢ صباحا بالتوقيت المحلي، واستمر الاقتحام حتى الـ٧:٣٠ صباحا، بحسب وسائل إعلام محلية.

لم ينتج عن هذا الاقتحام أي إصابات سواء في صفوف الفلسطينيين أو الجيش الإسرائيلي المقتحم للمدينة والمخيم. لكن في تمام الساعة الـ١٠:٤٥ صباحا عادت ٥٠ آلية عسكرية و٤ جرافات دي ٩ للاقتحام الواسع، وتبع ذلك وصول أكثر من ٤٠ آلية عسكرية خرجت من معسكرات محيطة في المدينة متركزة في المستوطنات وخلف الجدار.

وحدات الإسناد الـ٤٠ انطلقت من حاجز الجلمة الفاصل بين أراضي الضفة الغربية وإسرائيل، والبعض الآخر انطلق من فتحة الجدار الفاصل المتواجدة قرب قرية المقيبلة المحاذية للمدينة، فيما خرجت بقية الآليات من مستوطنة دوتان المقامة على أراضي بلدتي عرابة ويعبد جنوب غرب مدينة جنين.

اقتحام مخيم جنين عادة ما يكون في ساعات الليل ويستمر حتى الصباح، بعد انتهاء الاقتحام يذهب مقاتلو مخيم جنين من جميع الفصائل الفلسطينية إلى نقاطهم العسكرية التي يحرسونها ويأخذون هناك قسطا من الراحة غالبا ما يكون بالنوم لعدة ساعات، وهو ما استند عليه الجيش الإسرائيلي في الاقتحام الأخير.

اقتحام متوسط الشدة ينام بعده المقاتلون ثم اقتحام كبير تجهز فيه القوات الإسرائيلية على المقاتلين وتنتهي من منطقة تسبب له "أضرارا كثيرة".

وبالتزامن مع تواجد الحيش في مخيم جنين، وبينما يتوقع الفلسطينيون أنه منشغل في جنين، تقتحم قوات الجيش الإسرائيلي مخيم بلاطة في مدينة نابلس بذات الطريقة.

استخدم المقاتلون في مخيم جنين والذين في الغالب ينتمون لكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، سلاح العبوات الناسفة، ولم يستخدموا غيره، وبحسب شهود عيان من داخل مخيم جنين لبلينكس: "لم نسمع صوت رصاصة واحدة أطلقت من قبل المقاومين في الاقتحام الأول".

وأعلنت كتيبة جنين على صفحتها الرسمية في تليغرام أن عبواتها الناسفة أصابت الآليات العسكرية بشكل مباشر.

مقاتلو كتائب شهداء الأقصى "لواء الشهداء، الذراع العسكري لحركة فتح، ومقاتلو كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، تواجدوا في الاشتباكات في جنين أيضا.

وأثناء الاقتحام الثاني وبينما يتوقع الجيش الإسرائيلي نوم مقاتلي المخيم والمدينة، أيقن فشل خطته، إذ انطلقت صافرات الإنذار في المخيم قبيل وصول الآليات الإسرائيلية وأخذ المقاتلون مواقعهم التي حاول الجيش الإسرائيلي أن يتسلل منها إلى داخل المخيم، بحسب مصادر خاصة لبلينكس.

وشهد هذا الاقتحام قصف بطيران الأباتشي لعدة منازل في مخيم جنين، ومنع الجيش الإسرائيلي سيارات الإسعاف من انتشال من كانوا في البيوت من تحت الأنقاض. واقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا الخاص في المدينة بحثا عن مقاتلين متواجدين هناك.

ومنذ ساعات الصباح لم يفارق طيران الاستطلاع سماء مدينة جنين ومخيمها. ونفذت عدة طائرات مسيرة مهمات انتحارية في المخيم قتلت عدة مقاتلين فلسطينيين داخل المخيم.