"الإجهاض" يحقق مكاسب للديمقراطيين

ولم يكن الإجهاض القضية الوحيدة في انتخابات الثلاثاء، فقد دخل الديمقراطيون هذه السباقات وسط تساؤلات عن أداء الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، كما كان على الجمهوريين التعامل مع تبعات الفوضى التي حدثت في مجلس النواب مع إطاحة رئيسه، كيفين مكارثي، وارتفاع شعبية الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترمب.

في ولاية كنتاكي ذات اللون الأحمر (الجمهوري) عادة، فاز حاكم الولاية آندي بيشاير، بإعادة انتخابه، بنسبة 53 % مقابل 48 بالمئة، من خلال التأكيد على دعمه لحقوق الإجهاض والفوائد الاقتصادية لسياسات إدارة بايدن.

وتاريخياً تعد كنتاكي معقل من معاقل الجمهوريين والمحافظين، إلا أن هذا لم يمنع من إعادة انتخاب الديمقراطي، آندي بيشاير، ووفقاً للمراقبين، نجح بيشاير بعدما جعل من حق الإجهاض موضوعاً أساسياً خلال معركته ضد الجمهوري، دانييل كاميرون.

وفاز الحاكم الديمقراطي بولاية ثانية، مدتها أربع سنوات، متحدياً التوجه المحافظ للولاية التي صوتت لصالح ترمب بأكثر من 25 نقطة مئوية في عام 2020، بالرغم من أن الناخبين صوتوا لصالح مرشحي الحزب الجمهوري في أغلب المناصب التشريعية والتنفيذية الأخرى في الولاية.

وفي ولاية أوهايو ذات اللون الأحمر المتزايد، أقر الناخبون بأغلبية ساحقة تعديلاً دستورياً يبقي الإجهاض قانونياً حتى الأسبوع الـ 23 تقريباً من الحمل. وجاءت نسبة التصويت 57 % مقابل 43 %.

ومن المؤكد أن قضية الإجهاض كانت محورية في الولاية التي يسيطر عليها الجمهوريون، والتي صوتت لصالح ترمب في الانتخابات الرئاسية السابقة بفارق 8 %، حيث وافق الناخبون هناك على تعديل دستوري يكرّس هذا الحق في دستور الولاية.

والتعديل الذي تم تبنيه، يكفل حق كل فرد في هذه الولاية في "اتخاذ قراراته المتعلقة بالإنجاب وتنفيذها".

وفي فرجينيا، قلب الديمقراطيون مجلس المندوبين واحتفظوا بالسيطرة على مجلس شيوخ الولاية بفارق ضئيل. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى القضاء على آمال الحاكم غلين يونجكين في تمرير حظر الإجهاض لمدة 15 أسبوعاً.

وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى تهدئة دعوات بعض الجمهوريين ليونجكين للترشح للرئاسة، نظراً لأنه هلل لنهجه في التعامل مع الإجهاض باعتباره حلاً وسطاً معقولاً لحزبه.

وقال غيه مايلز كولمان، محلل الانتخابات في جامعة فيرجينيا، في تصريحات صحفية عن انتخابات الولاية وعلاقتها بحقوق الإجهاض: «يُحسب للديمقراطيين أنهم جعلوا من هذا الأمر قضيتهم المميزة في هذه الحملة». "لا يزال الأمر قوياً للغاية."

وفي نيوجيرسي، مع استمرار عمليات الفرز، من المتوقع أن يحتفظ الديمقراطيون بأغلبيتهم المريحة في المجلس التشريعي للولاية، مع خسارة المرشحين الجمهوريين حتى في الأجزاء الأكثر محافظة من الولاية.

وفي ولاية بنسلفانيا، فاز الديمقراطيون بمقعد في المحكمة العليا بالولاية، مما عزز أغلبيتهم. وسيكون للمحكمة اختصاص على الدعاوى القضائية المتعلقة بانتخابات 2024 في ولاية متأرجحة رئيسية.

في ولاية ميسيسيبي، خسر براندون بريسلي، مسؤول الولاية الذي ترشح لمنصب الحاكم على أساس برنامج لتوسيع برنامج Medicaid للرعاية الصحية المجانية، أمام تيت ريفز، شاغل المنصب الجمهوري.

وفي نيويورك، قلب أحد الجمهوريين المكتب التنفيذي لمقاطعة سوفولك للمرة الأولى منذ عقدين من الزمن، كما قلب مرشح مدعوم من الجمهوريين مكتب عمدة مدينة مانشستر بولاية نيو هامشاير.

ولكن على الصعيد الوطني، واصل الديمقراطيون مسيرتهم الانتخابية القوية الأخيرة التي تعود إلى الانتخابات النصفية في العام الماضي، واستمر أداؤهم الجيد خلال معظم الانتخابات الخاصة هذا العام في ملئ المناصب الشاغرة بشكل غير متوقّع، على الرغم من انخفاض معدلات شعبية الرئيس بايدن وذلك لعدة أسباب.

أولا: أدى قرار المحكمة العليا في عام 2022 الذي أبطل حقوق الإجهاض إلى إثارة غضب العديد من الناخبين.

ثانيا: يصوت خريجو الجامعات والمهنيون الأثرياء بشكل متزايد للديمقراطيين.

الانتخابات هذه، والتي تعتبر آخر جولة انتخابات كبرى قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية العام المقبل، تشير إلى اتجاهات الناخبين قبل السباق الرئاسي.

أداء الديمقراطيين القوي يمكن أن يساهم في تهدئة المخاوف بين بعض الديمقراطيين الذين يشعرون بالقلق إزاء عدم شعبية بايدن بين عدد من الناخبين.

إلا أن مراقبين يعتبرون أن قضية الإجهاض هي التي "حفّزت تحالفاً واسعاً من الديمقراطيين والمستقلين وحتى بعض الجمهوريين المعتدلين".

ورغم أن الديمقراطيين سيواجهون تساؤلات عن سجل بايدن ومدى أهليته لإعادة الانتخاب، إلا أنهم سيسعون إلى التركيز على ترمب وليس بايدن، ومسألة دعم الحزب الجمهوري لحظر الإجهاض.