صفقة أسرى جديدة على نار هادئة

خلال هذا الأسبوع يصل إلى الشرق الأوسط، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، وعلى جدول أعماله زيارة أكيدة لإسرائيل بالإضافة إلى جولة على دول عربية، في سياق مناقشة تطورات الأوضاع في غزة ومناقشة مصير حوالي ٢٤٠ أسير تقول إسرائيل إن حركة حماس نقلتهم إلى قطاع غزة إبان هجومها الذي شنته في السابع من أكتوبر الماضي.

الزيارات الأميركية للشرق الأوسط مستمرة منذ هجمة حماس، وتضمنت زيارة من الرئيس الأميركي جو بايدن شخصيا، وكلا من وزيري الدفاع والداخلية وكذلك رئيس الاستخبارات المركزية.

ولكن زيارة ماكجورك المرتقبة تتزامن مع تأكيدات من قبل مسؤولين أميركيين وإسرائيليين لموقع أكسيوس بوجود مناقشات حول اتفاق إطلاق سراح أسرى إسرائيليين، بالتحديد ٨٠ من النساء والأطفال مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى النساء والمراهقين من هؤلاء الذين أدينوا بالضلوع في عمليات ضد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

إلا أن تلك المناقشات لا تتضمن السماح بدخول وقود إلى قطاع غزة المحاصر.

خلال الأسبوع الماضي، تحدث مسؤولون أميركيون لصحيفة نيويورك تايمز عن مناقشات حول اتفاق آخر مختلف الملامح تماما، إذ بموجبه كان ليتم إطلاق سراح ١٥ أسير مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاث أيام، بما يسمح بشحن المساعدات للقطاع وإطلاق سراح الأسرى.

يُعزى تقدم المفاوضات حول إطلاق سراح الأسرى لقرار كان اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، وهو السماح بهدنة مدتها ٤ ساعات في بعض المناطق بقطاع غزة يوميا، وذلك وفقا لتقرير صحيفة بوليتيكو.

تلك الهدنات المتقطعة سمحت بتقدم المحادثات التي تتم بوساطة مصرية قطرية ما بين حماس وإسرائيل.

إلا أن التقدم لا يعني بالضرورة أن يكتمل الاتفاق، فهناك بعض من القضايا العالقة ما بين الطرفين، فعلى سبيل المثال، تريد إسرائيل قائمة كاملة بأسماء الأسرى المحتجزين لدى حماس، إلا أن الأخيرة لا تود تقديمها، كما تريد حماس من إسرائيل هدنة كاملة تطول مدة أسبوع أو وقف لإطلاق النار، وهو ما ترفضه إسرائيل.

كانت المحادثات بشأن الأسرى قد انهارت سابقا قبل أيام من هجوم إسرائيل البرى على القطاع، وتضمنت المفاوضات آنذاك حديث عن إطلاق سراح ٥٠ شخصا.

قبل ما يزيد عن ١٠ أعوام، شارك ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق ديفيد ميدان في المفاوضات التى أسفرت عن إطلاق سراح جلعاد شاليط مقابل ١٠٢٧ أسير فلسطيني، إلا أنه يرى أن الموقف الآن أكثر تعقيدا حسب تصريحاته لصحيفة بوليتيكو، فالمفاوضات هذه المرة متعلقة ٢٤٠ أسير، كما أن المفاوضات الجديدة تستغرق المزيد من الوقت والجهد.

ويشرح الضابط السابق الأمر مؤكدا أن هناك سلسلة طويلة من المحطات تمر بها الرسائل إلى أن تصل حماس بعد أن تنطلق من إسرائيل.

على الجهة الأخرى ينتظر أهالي الأسرى في إسرائيل أي أنباء عن مصير ذويهم، بينما ينظموا التظاهرات الاحتجاجية والصلوات، من أجل عودتهم سالمين، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

بعض تلك الفعاليات تزامنت مع مرور شهر كامل على هجوم حماس، إلا أن التظاهرات لم تكن محلية فقط، بل وصلت إلى مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأميركية لمطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتحرك الفوري.