هل يتآكل الدعم الغربي لإسرائيل مع استمرار قصف غزة؟

تواكب هجمات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة محاولات لإقناع حكومات الدول الغربية بتصديق الرواية الإسرائيلية للأحداث وتجاهل أي ادعاءات تفيد بأنها ارتكبت انتهاكات انسانية، وفقا لصحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل.

وفي هذا الشأن، عرض الجيش الإسرائيلي فيديو من 44 دقيقة في أكثر من 100 مناسبة على صحفيين ومسؤولين حكوميين في تل أبيب ولندن ودبلن ونيويورك، وفقا لصحيفة فاينانشال تايمز.

وأنتج هذا الفيديو رجلُ الأعمال الإسرائيلي، ماتان هاريل فيش، الذي استُدعِي للتطوع في الجيش، واعتمد على لقطات الكاميرات المثبتة على أجسام الجنود وكاميرات المراقبة والهواتف المحمولة.

ونقلت الصحيفة عن فيش أن الهدف من عرض الفيديو هو إثبات الفظائع التي ارتُكبت في 7 أكتوبر وتبرير الحملة الإسرائيلية الشرسة ضد حماس.

تتنامى مخاوف تراجع الدعم الغربي لتل أبيب عند رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، حيث قال في مقابلة له مع موقع بوليتيكو إن الدعم الذي حظيت به إسرائيل عقب هجوم 7 أكتوبر بدأ يتضاءل.

وفي مقابلة أخرى مع مجلة فورين بوليسي، قال باراك "نحن نعلم أنه في غضون أسبوع أو أسبوعين سنفقد على الأرجح دعم الرأي العام في أجزاء كثيرة من العالم الحر، وفي غضون أسبوعين أو 3 أسابيع أخرى قد نفقد دعم العديد من الحكومات في العالم الحر. أعتقد أن أميركا ستظل معنا، لكن بقاءهم خلفنا سيكون أكثر تعقيداً".

وواكبت تعليقات باراك تحذيرات الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال مطلع هذا الشهر إنه سيصبح من الصعب على إسرائيل تحقيق أهداف عسكرية في غزة مع اشتداد الغضب العالمي بشأن حجم المعاناة الإنسانية هناك، وفقا لما ذكرت شبكة سي إن إن.

اضطرت بعض الدول الأوروبية لتخفيف دعمها لاستمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة، حيث نقلت صحيفة بوليتيكو عن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، استنكاره للهجمات التي تشنها إسرائيل على المدنيين قائلا: "قصف مخيم لاجئين بأكمله بهدف القضاء على إرهابي واحد هو أمر لا أعتقد أنه متناسب".

وفي إسبانيا، ذهبت إيوني بيلارا، وزيرة الحقوق الاجتماعية من حزب "بوديموس"، إلى حد مطالبة الحكومة الإسبانية بتقديم شكوى ضد بنيامين نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" كجزء من "محاولة إبادة جماعية (...) من جانب إسرائيل في غزة".

كما رفض اليسار المتطرف، المشارك في حكومة رئيس الوزراء المكلف بيدرو سانشيز، إدانة هجوم حماس، مندداً في المقابل بالأعمال الانتقامية الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقا لوكالة فرنس بريس.

أما في أيرلندا، أدان رئيس الوزراء ليو فارادكار نهج إسرائيل المتمثل في قطع الكهرباء وإمدادات الوقود والمياه، واصفا ذلك بأنه "عقاب جماعي وانتهاك للقانون الإنساني الدولي"، وفقا لصحيفة ذا أيرش تايمز.

من ناحيته، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة معربا عن حزنه بخصوص مقتل 35 من الموظفين الأمميين.