حرب شوارع في بيت حانون.. ماذا ينتظر إسرائيل في باقي الشمال؟

من الجهة الشمالية والشرقية تحيط إسرائيل بالقطاع الذي تحاصره منذ ١٧ عاما، ودباباتها مع جنودها متواجدة هناك بالفعل على الحدود وخلف الجدار الذي يصعق بالكهرباء كل من يقترب منه. لكن جنوب المنطقة الشمالية التي تريد إسرائيل أن تفصلها عن جنوب القطاع تأخذ من وادي غزة نقطة فاصلة بينها وبين الجنوب.

لذلك فإن الغزو البري الذي وصفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية بالكارثة، تتطلب من الجيش الإسرائيلي أن ينتشر في وادي غزة ليفصل الشمال عن الجنوب.

وانتشر الجيش الإسرائيلي على شاطئ شمال غزة بحسب صحيفة فايننشال تايمز، في محاولة لتطبيق "فخ الكماشة" بحيث يحاصر مناطق الشمال التي هجر بعض سكانها إلى الجنوب، وينقض عليها من الأربع جهات للقضاء على حركة حماس، وهو الهدف المعلن للجيش الإسرائيلي من هذه الحرب.

منذ التوغل البري وكتائب القسام تنشر فيديوهات لتدميرها آليات إسرائيلية واستهداف جنود إسرائيليين متحصنين في بيوت في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا فقط.

ولا حديث يدور في الإعلام عن حرب شوارع إلا في هاتين المنطقتين، لذا فإن محللين عسكريين بحسب تايمز أوف إسرائيل رجحوا أن انتشار الجيش الإسرائيلي في كل مناطق الشمال ليس بالضرورة يعني سيطرتها هناك لأن القتال في معظم مناطق الشمال لم يبدأ. وقتل أكثر من ٤٥ جندي حتى الآن في الاشتباكات التي تدور في شمال قطاع غزة.

تقسم كتائب القسام مقاتليها الذين يقدر عددهم بين ٣٠ و٤٠ ألف مقاتل إلى عدة خمس إلوية ومن تحتها كتائب كل منها يتبع لمنطقة معينة، وحتى الآن الكتيبة التي تشتبك كليا مع الجيش الإسرائيلي هي كتيبة بيت حانون باعتبارها المنطقة التي تشهد قتال شوارع عنيف.

تمثلت فاعلية حرب الشوارع في غزة في تفجير مدخل نفق في ١٢ نوفمبر أدى لمقتل خمس جنود إسرائيليين بينهم ضابط كبير في وحدة النخبة الإسرائيلية وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

وتمتاز حرب الشوارع بالخدع التكتيكية والعسكرية في المواجهة. ويرى محللون أن الجيوش النظامية تتجنب هذا النوع من الحروب لأنها كابوس بالنسبة لهم تماما كما حدث في فيتنام، إذ تمتاز حروب الشوارع بقدرة المقاتلين على الأرض على تفخيخ الشوارع التي تسير فيها آليات الجيش النظامي، وكذلك البيوت التي يتحصن فيها الأفراد.

بالإضافة إلى شبكة الأنفاق الكبيرة في غزة والتي يقدر طولها بـ٥٠٠ كيلومتر وهي نقطة القوة التي تمتلكها الفصائل الفلسطينية في القطاع على رأسهم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

في شرق قطاع غزة وتحديدا في حي الشجاعية لم يشهد السكان هناك أي اشتباك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الفصائل الفلسطينية. وشكل حي الشجاعية فخا كبيرا للجيش الإسرائيلي في ٢٠١٤ بعد أن وقعت قوة كبيرة منه في فخ المقاتلين الفلسطينيين الذين أسروا الجندي شاؤول آرون صاحب الرقم العسكري ٦٠٩٢٠٦٥ وقتها.

تتواجد الآليات العسكرية الإسرائيلية في محيط مستشفى الشفاء المجاور للشط الشمالي الغربي لقطاع غزة لكن الجيش الإسرائيلي لم يشتبك في الأحياء المجاورة مثل حي الشيخ رضوان أو التفاح أو الدرج.

وتعاني مستشفيات القطاع من انقطاع الكهرباء والوقود فيما بعضها خرج عن الخدمة بحسب تصريحات الناطق باسم صحة غزة أشرف القدرة.

في مخيم جباليا الأكثر ازدحاما وتعقيدا اجتمع ركام المنازل التي تعرضت للقصف الإسرائيلي فوق بعضها البعض وتظهر المنطقة المدمرة صعوبة في دخول الآليات الإسرائيلية للمخيم فضلا عن عدم تأكدهم من الكمائن التي من الممكن أن يكون قد نصبها مقاتلو الفصائل الفلسطينية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أوضح أنه لا يتوقع نهاية قريبة للحرب التي راح ضحيتها أكثر من ١١ ألف فلسطيني، حتى إعادة كل الأسرى الإسرائيليين والقضاء على حركة حماس على حد تعبيره.