ديفيد كاميرون.. رجل "العصر الذهبي" للصين يعود

في ٢٠١٥، كانت البداية التي ظهر فيها الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس وزراء بريطانيا حينها ديفيد كاميرون في جلسة بعيدة عن الرسمية بعض الشيء يحتسيان فيها البيرة خلال زيارة رجل بكين القوي إلى لندن، لتعقبها اتفاقات ومشروعات تتقارب فيها الصين وبريطانيا.

قبل أن يحتسي البيرة مع شي جين بينغ بعامين، كان كاميرون قد منح شركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات عقودًا لبناء مساحات واسعة من شبكة الجيل الخامس في بريطانيا، وبعد اللقاء الشهير كان للشركة النووية العامة الصينية المعروفة اختصارا بـCGNC المملوكة للدولة للمساعدة في تمويل وبناء محطة للطاقة النووية، هينكلي بوينت سي، في سومرست.

في مسعى للاستفادة من علاقاته الدافئة بالصين، مثل ديفيد كاميرون المروج الرئيسي لصندوق استثماري مشترك بين الصين وبريطانيا تبلغ قيمته مليار دولار كان يروج له ليصبح نائبا لرئيسه.

هذا الصندوق كان يركز على التكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة والتصنيع، لتصبح البنوك مثل ستاندرد تشارترد وإتش إس بي سي مستثمرين محتملين فيه لكنهما ترددا في ذلك.

وتخلى كاميرون عن حلم الصندوق في عام ٢٠٢١ مع تزايد توتر العلاقات بين البلدين بحسب فاينانشيال تايمز، لكن صحيفة الغارديان كشفت في يوليو الماضي أن تعيين كاميرون في هذا الصندوق تم تدبيره جزئيًا من قبل الدولة الصينية وفقا لما توصلت إليه لجنة الاستخبارات والأمن بالبرلمان البريطاني.

توترت العلاقات بين بريطانيا والصين في أعقاب الانتقادات التي وجهتها لندن لبكين فيما يخص التعامل مع هونغ كونغ، وأصبحت جهود كاميرون لعلاقات دافئة مع الصين بلا طائل فقد خرجت الشركة الصينية من محطة هينكلي بوينت، فيما منعت شركة هواوي الصينية لصناعة معدات الاتصالات من توريد شبكات الهاتف المحمول 5G في بريطانيا.

وتقول رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بحزب المحافظين أليسيا كيرنز لبلومبرغ "سيجد ديفيد كاميرون أن البرلمان قد تغير كثيرًا عندما يتعلق الأمر بالصين".

جيمس كيلفرلي وزير الخارجية السابق زار الصين في أغسطس الماضي في محاولة لإصلاح التوتر الذي سببته السنوات الماضية لكن الأمر لم يصل لمرحلة العصر الذهبي لكاميرون، وقد تضاعف حجم التجارة بين البلدين من نحو 80 مليار دولار في عام 2015 في عهد كاميرون إلى 132 مليار دولار في العام الماضي عندما أصبح سوناك رئيسا للوزراء بحسب بلومبرغ.

ويشير المدير التنفيذي للتحالف البرلماني الدولي بشأن الصين، لوك دي بولفورد، إلى أن تعيين كاميرون من المرجح أن يؤدي إلى تقليل بريطانيا من أهمية الخلافات مع الصين والسعي إلى علاقات تجارية أوثق.