قتلى غزة يهددون "الشيك على بياض" لإسرائيل

البيت الأبيض

أرسل أكثر من 400 سياسي وموظف يعملون بـ 40 إدارة حكومية أميركية رسالة للرئيس الأميركي جو بايدن احتجاجا على دعمه لإسرائيل في حربها على غزة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

وقالت الصحيفة إن الموظفين ينتمون إلى مختلف الأديان ويعملون في جميع إدارات الحكومة، من مجلس الأمن القومي إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي ومن وزارة العدل إلى وزارة الخارجية.

وزارة الخارجية

إلى جانب الرئيس الأميركي، توصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن بانتقادات من موظفين داخل وزارته يدعون إلى وقف إطلاق النار على غزة.

وردا على الانتقادات، بعث بلينكن رسالة إلكترونية إلى الموظفين معربا عن تفهمه للأثر العاطفي الذي أحدثه الصراع وكذلك بالانقسامات المحتملة داخل القيادات حول السياسة.

وبينما تشير بعض المصادر إلى وجود "إحباط عميق" أدى إلى استقالة بعض الموظفين في وزارة الخارجية، يقول عدد من المسؤولين إن ترحيب قيادة الوزارة بمجموعة متنوعة من الأصوات من غير المرجح أن يغير سياسة بايدن بشكل جذري".

الأحزاب

وليس بعيدا عن وزارة الخارجية، تعالت الانتقادات أيضا داخل الحزب الديمقراطي الذي أبدى دعما مستمرا للرئيس بايدن.

وبارتفاع عداد القتلى إلى ما يزيد عن 11 ألفا، ظهرت اضطرابات غير مسبوقة داخل الحزب ولاسيما بين صفوف الناخبين الشباب والأقليات التي بات تأثيرها يتزايد بشكل متزايد، حسب صحيفة لوموند.

الكونغرس

ويضاف إلى لائحة المعارضين نواب بالكونغرس الأميركي، ومن أبرزهم النائبة الأميركية رشيدة طليب، وهي أول امرأة أميركية من أصل فلسطيني في الكونغرس، التي اتهمت الرئيس جو بايدن بدعم "الإبادة الجماعية" للفلسطينيين محذرة من تداعيات ذلك في انتخابات العام المقبل.

كما نشر النائب الديمقراطي عن ولاية فرجينيا بيانا على موقعه الرسمي يعبر فيه عن قلقه جراء القصف الذي أحدث خسائر فادحة ومأساوية في صفوف المدنيين في غزة.

منظمات حكومية

كما وقع أكثر من 1000 موظف في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على رسالة وجهت لإدارة بايدن تدعو لوقف إطلاق النار.

الإليزيه

أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مقابلة مع بي بي سي جدلا واسعا بخصوص تصريحات له تحض "إسرائيل على وقف" القصف الذي يقتل مدنيين في غزة.

وقال ماكرون "نحن نشاطر (إسرائيل) وجعها ونشاركها رغبتها في التخلص من الإرهاب" لكن "في الواقع اليوم ثمة مدنيون يُقصفون. هؤلاء الأطفال هؤلاء النساء هؤلاء الكبار في السن يتعرضون للقصف والقتل" و"لا يوجد أي مبرر ولا أي شرعية لذلك. لذا نحض إسرائيل على التوقف".

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي بأن تصريحات ماكرون "خاطئة لجهة الوقائع والموقف الأخلاقي" و "تسببت بكثير من الألم والانزعاج في إسرائيل".

وتعقيبا على ذلك، اتصل ماكرون بنظيره الإسرائيلي ليوضح أنه "لم يتهم إسرائيل بإيذاء المدنيين عمدا". وأعاد تأكيد "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" مشيرا "إلى أن هذه المعركة يجب أن تتم وفقا للقانون الإنساني الدولي ومع مراعاة حماية السكان المدنيين".

الأحزاب

ودفع قرار حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بالمشاركة في المسيرات المناهضة لمعاداة السامية التي نظمت عبر فرنسا في 12 أكتوبر حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي إلى النأي بنفسه عن هذه الفعالية على الرغم من حضور أحزاب يسارية أخرى.

وانضم مشرعون يساريون إلى الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الأسابيع الماضية، ومنها مسيرة في باريس أمس السبت.

كما رحب ساسة يساريون بدعوات الرئيس ماكرون قبل أيام لوقف إطلاق النار في غزة.

الجيش

ومن جهة أخرى، أعلن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو الأحد أن القضية الإنسانية وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين في غزة أمر أساسي جدا "يتطلب تدابير من جانب إسرائيل".

وقال لوكورنو في مقابلة على قناة "إل سي إي" الإخبارية إن طريقة تعامل إسرائيل مع الصراع سيكون لها تأثير على "البيئة الأمنية" التي سيجد الشرق الأوسط نفسه فيها في السنوات الـ10 أو الـ15 المقبلة، وهو ما سيؤثر على العالم كذلك.

وفي حين تدعو فرنسا إلى هدنة إنسانيّة في غزّة، فإنها تدعم أيضا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.