عائلة الدكتور همام.. قصفتهم إسرائيل ولاحقتهم في "الشفاء"

دق جرس الهاتف، إنها شقيقة شيماء المقيمة في قطر تخبرها بالأمر الذي كانت تخشاه، فقد تعرض المنزل الذي كان يحتمي به 26 فردا من أفراد عائلتها لهجوم صاروخي.

كانت عائلة شيماء تقيم مع شقيقها في منزل أهل زوجها، على بعد 10 دقائق سيرا على الأقدام من المستشفى، عندما ضربت الغارة الجوية التي ألقوا باللوم فيها على إسرائيل. ولم يكن لديهم أقارب أو أصدقاء في الجنوب يمكنهم إيواؤهم.

ومن بين القتلى الأربعة المؤكدين جراء الغارة التي وقعت في وقت متأخر السبت، كان شقيقها، همام اللوح، البالغ من العمر 36 عاما، وهو طبيب مشهور بقي في شمال غزة للمساعدة في علاج المرضى في مستشفى الشفاء، الذي تحاصره القوات الإسرائيلية منذ أيام.

كان همام يقيم هو والعديد من أقاربه في منزل أهل زوجته بالقرب من المستشفى لأنه لم يكن لديهم مكان آخر يذهبون إليه. وهذا هو المكان الذي عثر فيه أفراد الأسرة الناجون على جثثهم. وقالوا إن الانفجار مزق أحشاء أحدهم، بينما دُفن اثنين آخرين تحت الأنقاض.

ومن بين القتلى والد شيماء واثنان من أصهاره، حسبما قالت لأسوشيتد برس عبر الهاتف، الإثنين، بينما كانت تجمع أجزاء المأساة من منزلها في الولايات المتحدة، ورفضت الكشف عن موقعها الدقيق خوفا من التداعيات المحتملة.

كان همام اللوح متخصصا معروفا في أمراض الكلى في أكبر مستشفى في غزة، وقد أجرى عدة مقابلات مع منفذ الأخبار الأميركي "ديموكراسي ناو" خلال القتال الأخير بين إسرائيل وحماس.

وبينما فر الآلاف من مستشفى الشفاء خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن حاصرت القوات الإسرائيلية المستشفى، اختار همام البقاء كما فعل مئات المرضى والنازحين الذين كانوا يبحثون عن الأمان في المستشفى.

وقال للموقع موضحا سبب عدم هروبه: "هل تعتقد أنني التحقت بكلية الطب وحصلت على درجات الدراسات العليا لمدة 14 عاما، لكي أفكر فقط في حياتي وليس مرضاي؟". كان ذلك في يوم 31 أكتوبر، في آخر مقابلة له.

بعد أن عجزت شيماء عن الوصول لأخيها أو والدها محمود، تلقت اتصالا من والدتها هيفا التي كانت تختبئ في مبنى مجاور مع أقاربها من النساء، وتم إقناعها بأن تذهب لغرفة بالدور العلوي من المنزل حتى تتفقد الأقارب من الرجال.

وقالت شيماء وهي تروي ما استطاعت من قصة والدتها إن هذا هو المكان الذي عثرت فيه على جثة همام في الركام، وكان معه رجلان مصابان بجروح خطيرة.

وإلى جانب أخيها، كانت جثة والد زوجته حيث خرجت منها الأمعاء، وبعد ساعات، عثر على والدهم بعد ساعات تحت بقايا جدار خرساني مدمر، إضافة إلى أحد الأصهار.

عقب الغارة الإسرائيلية، حاولت شيماء الاتصال بالعديد من المنظمات الإغاثية بما في ذلك الصليب الأحمر، وأطباء بلا حدود في محاولة للحصول على العلاج لاثنين من أقاربها الذكور المصابين، أحدهما مصاب بجرح عميق في الرقبة، وكانا يكافحان من أجل المشي.

وأشارت إلى أنه قيل لها إنه لا يمكن لسيارات الإسعاف الوصول إلى المنطقة لأن الوضع خطير للغاية.

وأجرى الجيش الإسرائيلي اتصالا هاتفيا بعائلة شيماء عبر أحد الأقارب يبلغ الأسرة بأن تغادر المنزل وتتجه نحو الجنوب وهي تلوح بالعلم الأبيض، لتصاب الوالدة بحالة ذهول من ترك أحبائها بدون دفنهم وكانت خائفة من احتمال استهداف الأسرة في الرحلة، لكن ابنتها أقنعتها بخلاف ذلك فعليك أن تفكر في الأحياء وفقا لشيماء التي أضافت "إذا اتخذت الخيار الآخر، فقد يتم قصفك".

غادر أقارب شيماء من النساء إضافة إلى الشخصين المصابين من أقارب زوجها للحي، وأغلقوا هواتفهم قبل أن يغادروا لتوفير طاقة البطارية.

لم تسافر عائلة شيماء بعيدا، فقد استقر بهم المقام في مستشفى الشفاء حيث اتصلت بها شقيقة زوجها نور مساء الاثنين التي أخبرتها أن أفرادا لجأوا هناك حذروا عائلتها من أن الجيش الإسرائيلي يطلق النار على الفلسطينيين الفارين جنوبا، لذلك قرروا البقاء.

على الرغم من أن الوضع ليس آمنا تماما، فإن شيماء سعيدة أن ما تبقى من عائلتها بخير.