سياسة
.
منذ الأسبوع الأول للحرب الإسرائيلية على غزة، سعت إسرائيل لإفراغ النصف الشمالي من قطاع غزة تماماً من جميع سكانه، زاعمة أن الهدف هو "إنساني" لإتاحة المجال للمعركة المباشرة مع حماس دون تعريض حياة المدنيين للخطر (على الرغم من أن 42% من ضحايا القصف الإسرائيلي هم من الجنوب).
الإسرائيليون قالوا إن ذلك سيكون مجرد إجراء "مؤقت"، دون تحديد زمن له أو خطة واضحة لتحقيق هدف الحرب المنشود في "القضاء على حماس".
لكن رئيس تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ألوف بن، يجزم أن تهجير المدنيين هو الخدعة الاستراتيجية الرئيسية لإسرائيل في هذه الحرب، لتحقيق هدفين: الأول هو ترسيخ فظاعة الحرب والتهجير والدمار الشاسع لكامل غزة في ذاكرة الفلسطينيين لعقود لردعهم عن التفكير في مهاجمة إسرائيل، والثاني هو الابتزاز السياسي للفلسطينيين والمجتمع الدولي.
ألوف يقول إن إسرائيل تنوي استخدام ملف النازحين في الجنوب والكارثة الإنسانية المتزايدة هناك كورقة ضغط بحيث أنها لن تسمح لهم بالعودة بتاتاً للشمال حتى وإن حصلت هدنة بين الطرفين، إلا في حال قبول حماس التخلي عن سلطة القطاع وتقديم المجتمع الدولي إدارة بديلة والرضوخ لشروط إسرائيل.
الخطير في الأمر هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض تماماً وبشكل علني تسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب، وهو ما يفتح الباب للتساؤل عن التنازلات التي ستطالب بها إسرائيل لفتح الشمال أمام عودة النازحين.
جنود إسرائيليون يتخذون مواقعهم أثناء العملية البرية المستمرة للجيش الإسرائيلي. الصورة الثابتة من مقطع فيديو (15 نوفمبر 2023 رويترز)
كيف تسعى إسرائيل لتنفيذ هذا السيناريو حتى في حال انسحاب قواتها البرية أو التوصل لهدنة؟ وهل تجد إسرائيل جهة غير السلطة الفلسطينية لحكم القطاع؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة