استثمار فرنسي في "معاداة السامية"

أثارت مشاركة أعضاء حزب التجمع الوطني في مسيرة الأحد، وفقا لموقع بريكينغ نيوز نيتوورك، جدلا واسعا نظرا لماضي الحزب الحافل بمعادات السامية وانتماء أحد مؤسسيه لـ "فافن إس إس"، الجناح العسكري لقوات الأمن الخاصة النازية بقيادة أدولف هتلر.

وفي هذا الشأن، انتقد المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا مشاركة الحزب في المسيرة طمعا في استقطاب اليهود لانتخابات 2027. وقال رئيس المجلس يوناثان أرفي يوم الخميس: "لا نريد أن يحضر ورثة حزب أسسه متعاونون سابقون (مع ألمانيا النازية)"، وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست.

وكانت ماري لوبان قد عزلت والدها، مؤسس الحزب، من منصبه عام 2015 بعد أن كرر تصريحات تقلل من شأن محرقة اليهود وغيرت اسم الحزب من الجبهة الوطنية إلى التجمع الوطني، حسب ما ورد على موقع فرنس 24.

ويرى معلقون أن دعم لوبان لإسرائيل كنوع من الانتهازية السياسية التي تسعى من خلالها إلى تحييد حزبها وإبعاده عن ماضيه المعادي للسامية، وفقا لصحيفة الغارديان.

وصفت صحيفة لوموند موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إزاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بـ "المعقد" و "غير مفهوم". ففي الوقت الذي تغيب فيه عن المسيرة التي تندد بمعادية السامية يوم الأحد، وجه رسالة للشعب الفرنسي، نشرتها صحيفة لوباريزيان، يدعم فيها المسيرة ويشجع الفرنسيين على الاحتجاج ضد ما وصفه بـ"العودة غير المحتملة للمعاداة الجامحة للسامية".

وعلى غرار ذلك، قال الرئيس الفرنسي في مقابلته مع بي بي سي إنه لا يوجد مبرر ولا شرعية لقتل الأطفال والنساء والمسنين مشددا دعوته لإسرائيل بوقف إطلاق النار. وفي نفس الوقت، أكد في مكالمة مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضمن ما يسمح به القانون الدولي.

ونقلت مجلة بوليتيكو عن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو أن "المشكلة في موقف التوازن (الذي يحاول ماكرون نهجه) هو أن الجميع يلومونك عليه"، وهو ما أعرب عنه كذلك، رئيس حزب "الجمهوريون" ، إيريك سيوتي، الذي قال لصحيفة لوموند إن سياسة التوازن التي ينهجها ماكرون غير قابلة للتطبيق.

صرحت وزيرة العدل السابقة رشيدة الداتي في مقابلة لها مع برنامج لو كوتيديان الذي تبثه قناة تي إف 1 أن المسيرة لم تكن شعبية، بل كانت مسيرة للطبقات الوسطى والعليا.

وقارنت الوزيرة السابقة بين مسيرة الأحد 12 أكتوبر بمسيرة 11 يناير 2015 جراء الهجوم الذي شُن على صحيفة شارلي إبدو واصفةً إياها بمسيرة عفوية حضرها فرنسيون من جميع الأطياف العمرية والعرقية والدينية، حسب ما نقلته صحيفة لوفيغارو.