قصة رسالة بن لادن التي أعادتها حرب غزة للحياة

يضع بن لادن "مهاجمة فلسطين" أول سبب لمحاربة الولايات المتحدة الأميركية، فيقول من خلال الرسالة إنه يجيب عن سؤال "على أي أساس يُقاتل؟"، بأن الإنكليز سلّموا فلسطين إلى "اليهود" بمساعدة الولايات المتحدة ودعمها.

ويضيف، أن الادعاء بالحق التاريخي لليهود في فلسطين واتهام المخالفين لذلك بمعاداة السامية هو "تلفيق"، لأن أهل فلسطين عرب وساميون أصليون.

ويستكمل في رسالته عدداً من الأسباب، من بينها الهجوم في الصومال، ومساعدة الروس في الحرب ضد الشيشان، والهجوم الإسرائيلي على لبنان.

على الموقع الصيني، الذي يضم الكثير من الجيل الجديد، اجتذبت الرسالة نظر آلاف المتابعين الذين يتجادلون بالأساس حول الحرب الدائرة في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ففي أحد مقاطع الفيديو بموقع تيك توك، التي كانت "بثاً مباشراً" وحصدت قرابة مليون مشاهدة، ادعى أحد المستخدمين أن "كل ما تعلمناه عن الشرق الأوسط، وأحداث 11 سبتمبر، كان كذباً". لكن على الجانب الآخر انتقد مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي مقاطع الفيديو، واصفين إياها بأنها "تتعاطف مع الإرهابيين وتضفي الشرعية على العنف"، بحسب تايم.

الهاشتاغ الخاص بالموضوع، وما حواه من مقاطع فيديو، حصد ما يقرب من ١٤ مليون مشاهدة، بحسب "سي إن إن"، لكن موقع تيك توك أصدر بياناً يشير فيه إلى العمل على إزالة المحتوى المرتبط بهذه الرسالة التي تنتهك القواعد المرتبطة بدعم الإرهاب لدى المنصة.

مع الانتشار الواسع للرسالة المنشورة على موقع صحيفة الغارديان، حذفت الصحيفة البريطانية الترجمة الإنكليزية لما كتبه زعيم تنظيم القاعدة، وقالت إن الرسالة نُشرت خارج سياقها الكامل، مع توجيه القراء إلى المقالة الإخبارية التي وضعتها في سياقها الأصلي.

المقالة الإخبارية الأصلية بعنوان "أسامة يصدر دعوة جديدة لحمل السلاح"، والمنشورة في ٢٤ نوفمبر ٢٠٠٢، تقول إن الرسالة المكونة من ٤٠٠٠ كلمة تُتداول بين "المتطرفين الإسلاميين البريطانيين"، وأنها -أي الرسالة- تدعو إلى شن هجمات على المدنيين.

بعدما خرج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان أسّس أسامة بن لادن تنظيم القاعدة عام ١٩٨٨، ليبدأ رحلة من الهجمات على الغرب، كان أبرزها على الإطلاق ما حدث في ١١ سبتمبر ٢٠٠١، عندما اختطف 19 رجلاً طائرات تجارية، وحطموا إياها عمداً، إذ ارتطمت ببرجي التجارة العالمي وأماكن أخرى، وقتلوا ما يقرب من 3000 شخص في مدينة نيويورك وواشنطن العاصمة وريف بنسلفانيا، بحسب "سي إن إن".

عقب ذلك بدأت الولايات المتحدة حملتها للقضاء على الإرهاب في أفغانستان، وقضت على بن لادن في عملية مداهمة عام ٢٠١١ للقوات الخاصة الأميركية في مدينة أبوت آباد في باكستان.