صفقة أسرى على نار هادئة تكشفها "صحفية الاستخبارات"

لمحاولة تتبع ملامح الاتفاق المزعوم ما بين حماس وإسرائيل علينا التوجه إلى صحيفة واشنطن بوست التي نشرت السبت تقريرا مطولا يؤكد التوصل إلى "اتفاق مبدئي" ما بين الطرفين، ولم تنف الصحيفة أن التقرير قد يواجه عقبات في اللحظات الأخيرة، إلا أنه يضمن وقفا لإطلاق النار وإطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين.

وفقا للصحيفة الأميركية جاء الاتفاق في مستند من الشروط التفصيلية، عبارة عن ٦ صفحات كاملة، ويتضمن اتفاقا على وقف إطلاق النار لمدة ٥ أيام، وإطلاق سراح عشرات النساء والأطفال الأسرى لدى حماس.

وفقا لمعلومات التقرير لم يتم التأكد من العدد النهائي للأسرى الذين يعودون لإسرائيل بموجب الاتفاق، حيث تتراوح أعدادهم بين ٥٠ شخصا أو أكثر، تُطلق حماس سراحهم على دفعات صغيرة متتالية كل ٢٤ ساعة.

بموجب التقرير أيضا سيتم السماح بدخول مساعدات إنسانية كثيفة للقطاع المحاصر، وكذلك سيسمح بدخول الوقود.

من المفترض أن ملامح الاتفاق تشكلت على مدار أسابيع من خلال محادثات في الدوحة حضرها ممثل عن الجانب الإسرائيلي وآخر عن الجانب الأميركي.

لكن الولايات المتحدة مصرة عن نفي التوصل لاتفاق في هذا السياق بالرغم من التفاصيل التي ذكرها التقرير الصحفي.

جاء ذلك من خلال البيت الأبيض، وبالتحديد المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون التي قالت: "لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، لكننا نواصل العمل الجاد للتوصل إلى اتفاق".

في إسرائيل أيضا نفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجود صفقة بشأن إطلاق سراح الأسرى، مؤكدا أن بلاده تتعرض لضغوط دولية على مدار الأسابيع الماضية، وقال: "طلبوا منا عدم دخول غزة أو مستشفى الشفاء، ووقف إطلاق النار، إلا أننا رفضنا ذلك".

على صفحات واشنطن بوست الأميركية، جاءت ملامح الاتفاق المبدئي بقلم الصحفية الأميركية كارين دي يونغ، التي عملت بالصحيفة على مدار ثلاث عقود متتالية، وتحظى اليوم بلقب كبيرة مراسلي الأمن القومي في الصحيفة.

على مدار مسيرتها عملت دي يونغ في تغطية مجتمع الاستخبارات الأميركي وملف السياسة الخارجية فضلا عن البيت الأبيض، كما عملت مديرة لمكتب الصحيفة في أميركا اللاتينية، وحصدت عدد من الجوائز الصحفية في قطاعات المراسلة والتقارير الاستقصائية، بحسب صفحتها التعريفية على الصحيفة.

في وقت مبكر من أكتوبر الماضي، أطلقت حركة حماس سراح أربعة من الأسرى لديها، بالمقابل عثرت إسرائيل على جثث أسرى آخرين؟

بالتحديد عُثر على جثمان أسيرة تدعى يهوديت فايس، في مبنى بالقرب من مجمع الشفاء الطبي كما عثر على جثمان العريف نوا مارسيانو في وقت سابق في مبنى قريب من المجمع أيضا .

ومع ورود هذه المعلومات تتزايد الضغوط الشعبية على حكومة نتنياهو للتوصل لحل بشأن قضيتهم، وامتدت المسيرة عدة كيلومترات على مدار خمسة أيام بداية من الـ ١٤ من نوفمبر، وانضم للمسيرة عدد من المتضامنين والأصدقاء، فيما عبر بعض من المشاركين لصحف محلية إسرائيلية أن صبرهم فد بدأ في النفاذ، فيما لا يمضي ملف عودة الأسرى قدما.

الأسبوع الماضي، كانت أنباء وردت عن اتفاق آخر لتبادل الأسرى، خلال فترة من وقف إطلاق النار مدتها ٥ أيام.

في تلك النسخة من الاتفاق، كان من المفترض أن تطلق حماس سرح ١٠٠ من النساء والأطفال المحتجزين لديها، مقابل إطلاق سراح ٢٠٠ طفل و ٧٥ إمرأة من السجون الإسرائيلية، كما برز احتمال آنذاك أن تتضمن الصفقة أيضا دخول الوقود للقطاع المحاصر.