تململ أميركي من تمويل "حروب الحليفين"

في العام ٢٠١٤ تقدمت القوات الروسية باتجاه أوكرانيا وبدأ الصراع على شبه جزيرة القرم الذي انتهى ببسط النفوذ الروسي في المنطقة، في ذلك الوقت كان توجه الأميركيين محسوما ولكنه لم يكن في صالح أوكرانيا إذ اعتبرها ١٧٪ من الأميركيين فقط حليفا، ولكن على الجهة الأخرى ذهب التعاطف صوب إسرائيل في الشرق الأوسط التي انشغلت بواجهات مع حماس، وفي هذا السياق اعتبرها ٤٤٪ من الأميركيين حليفا.

أما في العام ٢٠٢٣، وبالرغم من تعرض إسرائيل للهجوم المباغت الذي أدى لمقتل ١٢٠٠ شخص في السابع من أكتوبر الماضي، يكاد الاهتمام الأميركي بالبلدين يتساوى بحسب تقرير أعدته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وفقا لاستطلاع رأي أعدته كلية ماريست، يرى ١٢٪ من المشاركين أنه على الولايات المتحدة أن تنفق في سبيل تقديم المساعدات لأوكرانيا فقط، مقابل ١٤٪ يريدون أن تنفق بلادهم في سبيل تقديم مساعدات لإسرائيل فقط، بينما يشجع ٣٥٪ الانفاق من أجل الدولتين.

وفي استطلاع آخر أجرته جامعة كوينيبياك تبين أن ٥٣٪ من المشاركين يؤيدون تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، مقابل ٥١٪ فقط أيدوا تقديم المزيد من المساعدات لإسرائيل.

التطور في التوجهات ما بين عامي ٢٠١٤ و ٢٠٢٣ ربما يرجع لتغيرات في قطبي السياسية داخل الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال يتمسك الحزب الجمهوري مؤخرا برؤية تفضل العزلة عن الصراعات العالمية والتركيز على الداخل، وتمثل تلك الرؤية نسبة الراغبين في خفض التمويل لإسرائيل، والتي بلغت ٢٤٪ فقط في العام ٢٠١٤، ولكن لهذا العام، تبين في استطلاع كوينيبياك أن النسبة وصلت ٣٠٪. ، كما يظهر استطلاع كلية ماريست أن ٤٠٪ من الجمهوريين يعارضون إرسال المساعدات للبلدين.

أما الحزب الديموقراطي فيمر بمرحلة من تزايد التعاطف مع الطرف الفلسطيني في صراع الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، وبحسب استطلاع رأي لـ Gallup يميل ٤٩٪ من الديموقراطيين لتأييد الفلسطينيين مقابل ٣٨٪ يؤيدون إسرائيل.

منذ تدشينها في العام ١٩٤٨، حصلت إسرائيل على ١٣٠ مليار دولار كمساعدات من الولايات المتحدة حسب موقع وزارة الخارجية الأميركية.

بشكل سنوي، تقدم واشنطن مساعدات عسكرية لإسرائيل قيمتها ٣.٣ مليار دولار أميركي.

ولكن وفقا لخطة الرئيس بايدن للعام الجديد، تحصل إسرائيل على حصة من حزمة التمويل قدرها ١٤.٣ مليار دولار أميركي، مقابل ٦١.٤ مليار دولار أوكرانيا.

وتُخصص المساعدات لدعم الدفاعات الإسرائيلية من بينها الدفاع الجوي والصاروخي، وتعزيز أنظمة ومكونات القبة الحديدة ومقلاع داوود، كما يخصص جزء من التمويل أيضا لتعزيز أمن السفارة الأميركية في إسرائيل، وفقا لشبكة سي إن إن.

تسعى إسرائيل لتمويل حربها ضد حركة حماس عبر سبل أخرى، إذ تمكنت من اقتراض حوالي ٦ مليارات من الدولارات خلال بضعة أسابيع، وذلك عبر ثلاثة إصدارات لسندات جديدة مع ٦ زيادات لسندات حالية، بالإضافة إلى جمع الأموال بالاستعانة بإحدى الكيانات الأميركية وفقا لصحيفة فايننشل تايمز.

إلا أن السوق العالمية تنظر لعملية الاقتراض الإسرائيلية نظرات متباينة باعتبارها عملية مثيرة للجدل، خاصة في الولايات المتحدة حيث أقدم بعض المستثمرين بترحاب على إقراض إسرائيل بينما نظر آخرون للإقراض نظرة ناقدة بسبب التداعيات الإنسانية للقصف المستمر على قطاع غزة.