5 عقبات تهدد "الهدنة مع إسرائيل"

النقطة الأولى الشائكة في ملف التفاوض على صفقة إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى هي نطاق التهدئة المؤقتة في قطاع غزة.

هناك توافق دولي حول ضرورة قيام إسرائيل بهدن إنسانية مؤقتة بغض النظر عن ملف الأسرى، تتوقف فيها الطائرات والآليات الإسرائيلية عن القصف وإطلاق النار لتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول وتمكين عمليات إخلاء الضحايا والبحث عن المفقودين ومنع انهيار القطاعات الضرورية للبقاء مثل القطاع الصحي وإنشاء ممرات آمنة.

وطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس بتوقف إطلاق نار مؤقت إنساني ولمدد مطولة.

إسرائيل رفضت قرار مجلس الأمن على الفور، وتصر حكومة بنيامين نتنياهو على أن تتم الهدن الإنسانية لبضع ساعات محدودة في الجنوب فقط وعلى شارع صلاح الدين في الشمال.

لذلك، أحد أبرز العوائق في ملف مفاوضات الأسرى كانت مطالبة حماس أن تكون التهدئة في عموم قطاع غزة من شماله لجنوبه لخمسة أيام متواصلة بلا أي أعمال عنف خلالها. وتصمم أن يتم إطلاق الرهائن المدنيين الإسرائيليين على دفعات على مدار الأيام الخمسة.

وتطالب حماس أن تشمل الهدنة الإنسانية شمال غزة بأكمله، وهو ما يشكل عائقاً أمام الاستراتيجية الإسرائيلية في إخلاء الشمال من سكانه.

لذلك، يشكل سيناريو محاولة بعض المواطنين في قطاع غزة ترك النصف الجنوبي والعودة لبيوتهم في الشمال عائقاً في ملف المفاوضات. فإسرائيل تمنع أي شخص في الجنوب من اجتياز الحاجز الذي أقامته في منتصف غزة على شارع صلاح الدين، لكن في حال التهدئة المؤقتة الشاملة في عموم غزة، فسيتعين عليها عدم مهاجمة المواطنين الراغبين بالعودة أو نقل الغذاء والماء لأهاليهم في النصف الشمالي.

المساعدات الإنسانية التي تدخل عبر مصر لقطاع غزة تخضع لقيود صارمة ورقابة إسرائيلية مشددة تحدد عدد الشاحنات المسموح بها يومياً والمواد المسموح بدخولها أو الممنوعة، وتمنع إسرائيل وصول أي من تلك المساعدات لنصف غزة الشمالي.

لكن حماس تطالب بإدخال تلك المساعدات للشمال كجزء من صفقة الإفراج عن الرهائن المدنيين، بالإضافة للمطالبة بدخول الوقود لقطاع غزة مرة أخرى لتشغيل محطة الكهرباء ومحطات تحلية المياه ومعالجة مياه المجاري.

يوم الجمعة، وافقت إسرائيل على إدخال 60 ألف لتر من الوقود يومياً للنصف الجنوبي من قطاع غزة، لكن فقط للأمم المتحدة لاستخدامها لتشغيل المركبات لتوزيع المساعدات والمياه، وهي نسبة ضئيلة جداً لا تكفي الحد الأدنى لمنع حدوث كارثة إنسانية بحسب الأمم المتحدة.

إسرائيل تصر على عدم إدخال الوقود للقطاع كإجراء عقابي ضاغط على عموم الفلسطينيين في غزة لحين تحرير جميع الرهائن والأسرى في قبضة حماس والفصائل الأخرى.

شركاء نتنياهو في الحكومة من اليمين المتطرف الحكومة يرفضون بشكل قاطع إدخال الوقود لغزة بتاتاً، وهو ما يشكل عقبة في المفاوضات حول تحرير الرهائن.

تطلب حماس من إسرائيل أن تقوم بإرجاع آلياتها العسكرية في شمال غزة خلال أيام الهدنة الإنسانية المؤقتة، من أجل أن يتمكن عناصر الحركة من إخراج الرهائن من المخابئ السرية دون الكشف عن تلك المخابئ، بالإضافة للوصول للرهائن والأسرى الموجودين في قبضة جماعات مسلحة أخرى في غزة مثل الجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى.

والسبب الآخر هو أن يتمكن الناس من العودة لبيوتهم إن أرادوا، أو يتمكن البعض من النزوح جنوباً إذا فضَّلوا ذلك.

حالياً، ما زال هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في النصف الشمالي بالرغم من الاجتياح البري.

إسرائيل نصبت حاجزا مزودا بكاميرات تعرف على الوجوه تجبر النازحين الفارين نحو الجنوب على الدخول منه، وقامت باعتقال العديد من الأشخاص بدون أسباب واضحة.

لذلك، يعتبر هذا أحد أبرز الملفات العالقة لأن الجيش الإسرائيلي يتجنب الانسحاب من الأجزاء التي وصلت قواته إليها في شمال غزة بعد معارك ضارية، مثل بيت لاهيا وحي النصر ومعسكر الشاطئ والرمال والجندي المجهول.

وتخشى إسرائيل، بحسب سي إن إن أن تقوم حماس بإعادة توزيع قواتها وإعادة تموضعهم خلال توقف أعمال القتال لخمسة أيام، وهو ما سيمكنها من صد تقدم الآليات العسكرية الإسرائيلية عند استئناف القتال بعد أيام الهدنة الخمس.

أحد الشروط الرئيسية لحركة حماس في صفقة تحرير الرهائن المدنيين هو سحب طائرات الاستطلاع المسيرة من سماء غزة خلال أيام الهدنة، وذلك بهدف ألا ترصد إسرائيل مخابئ وأماكن تواجد مقاتلي حماس وتحركاتهم ميدانياً للوصول للرهائن الموجودين عند جماعات أخرى، لأن تلك المعلومات تعتبر كنزا استخباراتيا هاما للغاية للجيش الإسرائيلي للوصول لمقرات حماس أو العثور على بقية الأسرى من الجنود. شبكة سي إن إن أكدت هذا الشرط من عدة مسؤولين أميركيين.

وتواصل حالياً المسيرات الإسرائيلية التحليق في جميع أجواء غزة، بالإضافة لقيام الولايات المتحدة بتشغيل عدد من الطائرات المسيرة في سماء غزة للمرة الأولى رسمياً لـ"المساعدة في البحث عن الأسرى".

إسرائيل تقول إن سحب الطائرات المسيرة خلال الهدنة قد يساعد حماس على إعادة ترتيب صفوفها وتموضع قواتها وبالتالي رفع القدرة على صد التوغل الإسرائيلي البري والصمود في المعركة.