سياسة
.
صفقة لتبادل الأسرى وهدنة وأطنان من المساعدات لغزة بعد قرابة ٥٠ يوما من الحرب الدائرة في القطاع انتهت ببيان إسرائيلي وآخر أصدرته حركة حماس وثالث قطري شكر الجهود الحثيثة لمصر والولايات المتحدة من أجل الوصول إلى الاتفاق.
هذه الاتفاقية سبقتها تحركات وجولات مكوكية من مستشارين أميركيين ورؤساء استخبارات، ومعوقات حالت دون الإسراع باتمام الاتفاق.. فكيف كانت كواليس هذه الصفقة وماذا حدث فيها؟
قبل نحو أسبوع، حطت طائرة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك في إسرائيل ليعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين، ويحضر اجتماعا عصيبا مع الحكومة الإسرائيلية حول اتفاق الأسرى، خاصة وأن حماس قد قبلت قبل ذلك بيومين بتسليم معلومات تعريفية عن عشرات الأسرى، مثل أعمارهم وجنسهم وجنسياتهم.
بمجرد خروجه من الاجتماع جذب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذراع المستشار الأميركي قائلا "نحتاج هذا الاتفاق" وفقا لما أفادت به مصادر لشبكة CNN الإخبارية الأميركية.
في وقت سابق من ذلك اليوم، كان نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن يتحدثان عبر الهاتف ليعبرا عن استعدادهما قبول الخطوط العريضة لاتفاق يقضي بإطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً من الأسرى في غزة.
رغم هذه الجهود فإن ما فعله الجيش الإسرائيلي في مستشفى الشفاء هدد بإيقاف المحادثات، فقد طالبت حماس إسرائيل بالخروج من المستشفى وهو الأمر الذي رفضه الجيش الإسرائيلي لكنه أشار إلى أنه سيواصل تشغيل المستشفى.
بعد هجوم السابع من إكتوبر اتصلت قطر، بالبيت الأبيض وبجعبتها معلومات حساسة تتعلق بالأسرى وإمكانية إطلاق سراحهم، وقد طلبت تشكيل فريق مصغر أطلقوا عليه اسم "الخلية" للعمل على هذه القضية بصورة سرية مع الإسرائيليين.
بتوجيهات من مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان إلى ماكغورك وآخرين تشكل الفريق دون إبلاغ وكالات أميركية أخرى نظرا لما طلبته إسرائيل والدوحة بإضفاء السرية التامة على الأمر بحسب ما أفاد مسؤولان لوكالة رويترز.
وحينما استؤنفت المحادثات بعد أزمة "الشفاء"، وقبيل زيارة ماكغورك للدوحة تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن هاتفيا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لبحث التطورات في غزة حيث اتفقا على إطلاق سراح جميع المحتجزين دون المزيد من التأجيل، بحسب ما أفادت رويترز.
قبل ذلك، اجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز في الدوحة مع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبحث إطلاق سراح الأسرى بحسب الوكالة.
وثمة توقع أن تلي إفراج حماس عن 50 رهينة من نساء وأطفال، عمليات إفراج أخرى لتمديد هدنة الأيام الأربعة الأساسية، بحسب فرانس برس.
في 24 أكتوبر تشرين الأول، وبينما كانت إسرائيل تستعد لشن هجوم بري على غزة، تلقى الجانب الأميركي أنباء عن موافقة حماس على بنود اتفاق لإطلاق سراح النساء والأطفال، وهو ما يعني هدنة وتأخير الغزو البري.
وناقش مسؤولون أميركيون مع إسرائيليين ما إذا كان ينبغي تأجيل الهجوم البري أم لا، لكن الطرف الثاني رأى أن البنود ليست محددة بما يكفي لتأخير الهجوم البري، إذ لا يوجد دليل على أن الرهائن على قيد الحياة، وقالت حماس إنها لا تستطيع تحديد من هم المحتجزين حتى بدء هدنة في القتال.
ولهذا اعتبر الأميركيون والإسرائيليون موقف حماس مخادعا، خاصة أن خطة الغزو الإسرائيلية خضعت للتعديل لدعم الهدنة إذا تم التوصل إلى اتفاق، بحسب ما أفاد مسؤول لرويترز.
ودخل بايدن على مدى الأسابيع الثلاثة التالية في محادثات تفصيلية تناولت المقترحات حول احتمال تبادل الجانبين إطلاق سراح محتجزين. وطُلب من حماس قوائم بالرهائن الذين تحتجزهم ومعلومات عن هوياتهم وضمانات لإطلاق سراحهم.
يمكن تلخيص بنود الصفقة في النقاط التالية وفقا لما أوردته بيانات حماس وإسرائيل وقطر:
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة