طهران وواشنطن في حرب غزة.. خيار السير بين الألغام

تأتي زيارة هوشستين ولقاء عدد من كبار القادة الأمنيين، وسط تزايد حدة العنف بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، حيث أعلن التنظيم قصف قاعدة "بيرانيت" العسكرية شمال إسرائيل، بصواريخ "بركان".

وتُظهر مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية الدمار الذي لحق بالقاعدة العسكرية الإسرائيلية.

في المقابل، ردّت إسرائيل بقصف مواقع في جنوب لبنان، ووصفت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرد الإسرائيلي بـ "الأعنف" منذ بدء حرب غزة.

يشير مركز ويلسون للدراسات والأبحاث أن إيران تمنح حزب الله 700 مليون دولار سنويا، وهو 7 أضعاف ما تقدمه للفصائل الفلسطينية مجتمعة بما فيها حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة.

وقد "حوّل هذا الدعم السخي حزب الله من ميليشيا صغيرة كانت تشن عمليات محدودة ضد إسرائيل في جنوب لبنان إلى قوة عسكرية وسياسية باتت تفرض نفوذها على لبنان"، بحسب المركز.

ويرى بعض المراقبين أنّ ما وصل إليه حزب الله من نفوذ وقوة، تحول إلى نقطة ضعف في أي أزمة مع إسرائيل، إذ بات لدى إيران وحزب الله ما يخشون خسرانه في حال الدخول في صراع شامل مع إسرائيل.

وفي هذا الصدد، يرى الخبير في الشأن الإيراني راز زيمت، في تصريح لصحيفة هآرتس، أن إيران لن تخاطر بحزب الله لإنقاذ حركة حماس.

ولصرف الانتباه الإسرائيلي عن حزب الله، يفيد موقع والا العبري أن إيران تحاول جر إسرائيل إلى حرب مع الحوثيين الذين غيروا أساليبهم من إطلاق صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار إلى الاستيلاء على سفينة يزعم أنها إسرائيلية.

في تصريحات لـ بلينكس، قال الخبير في الشأن الإيراني والأستاذ في جامعة هارفارد، ماجد رفيزاده، إن الحرب مع إسرائيل ستكون بمثابة انتحار لإيران.

وأضاف أن الدخول في حرب بين الطرفين سيجر الولايات المتحدة إلى معركة ستكون فيها إيران الأضعف عسكريا.

ولهذا السبب، في نظر رفيزاده، "ستتجنب إيران الحرب المباشرة مع إسرائيل بأي ثمن. لكن لحفظ ماء الوجه، لن تلجأ إلا إلى المواقف السياسية والتهديد لفظيًا أو إصدار تعليمات لوكلائها بتنفيذ هجمات محدودة ضد إسرائيل".

وصفت وكالة أسوشيتد برس، الولايات المتحدة بأنها تسير على خط رفيع في خضم الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.

وعلى الرغم من تعرض القواعد الأميركية في سوريا والعراق لـ 61 هجوماً من قبل الميلشيات المدعومة من إيران، اكتفى البنتاغون بالرد على 3 منها.

ونقل موقع فويس أوف أميركا عن نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن البنتاغون بدأ يستشعر فعالية هذه الإستراتيجية. وأضافت: "لم نر هذه الحرب تمتد إلى صراع إقليمي أوسع. الضربات التي ننفذها هي إشارة ورسالة قوية للغاية إلى إيران والجماعات التابعة لها لكي تتوقف".

وذكرت الوكالة، نقلا عن مسؤول في إحدى الميليشيات المدعومة من إيران، أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مارس "ضغوطاً كبيرة" على الميليشيات لعدم تنفيذ هجمات خلال زيارة بلينكن إلى العراق. وأضاف أن السوداني وعد في المقابل بدفع الأميركيين إلى عدم الرد بقوة على الميليشيات التي نفذت الضربات.