إسرائيل تدفن سيارات قتلاها.. طمس أدلة مغلف بوشاح ديني؟

تقول منظمة زاكا الإسرائيلية أن الأمر متعلق بضمان "الكرامة في الموت"، ولأنه في بعض الحالات، وبعد جهود مكثفة ومضنية، لم يتمكن المنظمة من تحديد مكان رفات بعض القتلى أو جمع بقايا الرفات من داخل بعض المركبات التي قتلوا فيها في السابع من أكتوبر.

يوجد في تلك المركبات رماد جثث متفحمة أو بقع دماء يصعب جمعها لأسباب فنية، لكن الشريعة اليهودية تشير إلى وجوب دفن رماد ودماء الموتى.

تقول زاكا إن هذا هو ما دفعها للمضي قدماً نحو دفن المركبات "حفاظاً على حرمة الموتى" بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.

وتضيف الصحيفة أن ممثلي زاكا تشاوروا مع "الحاخامية العسكرية والحاخامية الكبرى" لتنفيذ هذا القرار في الأيام القليلة المقبلة في المقابر اليهودية في جميع أنحاء إسرائيل.

وفقاً لإسرائيل حسيد، المتحدث باسم زاكا في تل أبيب فإن المركبات التي قتل فيها الإسرائيليون "يستحيل تطهيرها بالكامل" من دمائهم أو رمادهم، وهو سبب الإصرار على دفن تلك المركبات. ولكنه أضاف أن القرار النهائي بشأن هذا الأمر يجب أن تتم الموافقة عليه إما من قبل الحاخامية الكبرى أو وزارة الخدمات الدينية، وأنه من المتوقع التوصل إلى قرار وإعلانه في الأيام المقبلة.

حسيد، المتحدث باسم زاكا قال إن تلك السيارات لن يتم دفنها بالضرورة في نفس المقبرة مع القتلى، ولكن في حفر دفن مخصصة. وأضاف بأن "الأهم من ذلك أنه لن تكون هناك أي شواهد قبور فوق هذه القطع، ولن يتم دفنها في مقبرة"، مشيراً أنه يفترض أن تبني الحكومة الإسرائيلية نوعاً من النصب التذكاري فوق هذه القطع.

"يُعتقد أن إنشاء نصب تذكاري فريد بهذه الطريقة سيوفر العزاء لبعض العائلات التي لا تعرف مكان أحبائها القتلى. وتدعم العائلات هذه المبادرة بشكل كبير.

دفن السيارات ليس بالأمر السهل، فهي تتطلب مساحة كبيرة، ولن تتحلل بسهولة كالمواد العضوية. لكن المتحدث باسم منظمة زاكا ادعى بأنه قد يتم تمزيق وضغط السيارات قبل دفنها من أجل توفير المساحة ولتكون عملية الدفن "صديقة للبيئة قدر الإمكان".

وأوضح حسيد أن "الأساس المنطقي وراء هذه المبادرة هو زيادة كفاءة المساحة إلى أقصى حد من خلال ضغط المركبات الموجودة".

ضغط وتمزيق السيارات التي تقول إسرائيل إن عناصر حماس هي من أحرقتها أو فجرتها سيراه البعض دليلاً على تستر إسرائيل على الأدلة حول حقيقة ما جرى بالضبط في السابع من أكتوبر.

فأحد النظريات التي لاقت رواجاً كبيرا هو ما ذكرته مصادر أمنية لصحيفة "هآرتس" أن تحقيقات للشرطة الإسرائيلية أشارت إلى أن مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي أصابت بنيرانها بعض المشاركين في مهرجان نوفا الذي كان يقام قرب الحدود مع قطاع غزة، خلال إطلاقها النار على منفذي هجمات السابع من أكتوبر من مسلحي حركة حماس.

إضافة إلى تقرير الصحيفة تعتمد هذه النظرية على شاهدين، الأول هو قول طيار مروحية إسرائيلية إنه أطلق الصواريخ والنار من مدافع الطائرة الرشاشة دون إذن مسبق على عناصر حماس، وقول طيار آخر إنه ربما قتل مدنيين إسرائيليين عند إطلاقه النار ضد المتسللين، حيث قال إنه قام بتخمين واختيار أهداف "احتمال إطلاق النار على الرهائن فيها منخفض" لكنه أقر بأنه لا يمكنه الجزم بنسبة 100% بأن اختياراته كانت دقيقة.