سياسة
.
يوم الأحد أعلنت حركة حماس بصورة مفاجئة مقتل 4 من قادتها العسكريين خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأحد أبرز هؤلاء القادة هو أحمد الغندور، مسؤول لواء الشمال وعضو المجلس العسكري لكتائب عز الدين القسام.
عملية تبادل أسرى خلال الهدنة في غزة
فمن هو الغندور بالنسبة لكتائب القسام، وما هو المجلس العسكري للقسام؟ ومن يضم؟ وما هي تركيبة وآلية عمل جناح حماس المسلح؟
أحمد الغندور "أبو أنس" هو أحد أبرز قادة حماس العسكريين وأقدمهم على الإطلاق. فقد انخرط في العمل المسلح عام 1984، أي قبل تأسيس حركة حماس بثلاث سنوات، وبقي ناشطاً في أعمال الحركة العسكرية لمدة 39 عاما.
إسرائيل وضعت اسمه على قائمة الاغتيالات والمطلوبين في غزة، وعدته الرجل الثالث في القسام بعد محمد الضيف القائد العسكري للكتائب، ونائبه مروان عيسى قائد القسام في قطاع غزة.
الغندور تولى قيادة لواء الشمال في القسام عام 2005، وكان عمره -حينها- 38 عاماً، ونما ذلك اللواء تحت قيادته، ليصبح أحد أبرز ألوية حماس العسكرية ويضم تحته كتائب جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا وغيرها.
حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات دون نجاح، وكانت آخر محاولة في عام 2014 عندما قتلت زوجته وابنته في قصف لها. وأدرجته الولايات المتحدة بالاسم عام 2017 على قوائم الإرهاب والعقوبات الدولية.
تقول إسرائيل، إن الغندور كان أحد الرؤوس المدبرة لعملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر، وقد شارك وقتل اثنين من أبنائه في تلك العملية.
المعلومات الأولية هي أن إسرائيل قتلت الغندور ومعه ثلاثة قادة آخرين من حركة حماس هم وائل رجب نائب قائد لواء الشمال، وأيمن صيام رئيس منظومة القذائف الصاروخية للقسام، ورأفت سلمان قائد منظومة الإسناد الحربي في شمال قطاع غزة.
تمت هذه العملية في النصف الشمالي من غزة، ويُعتقد أن الغندور قُتل في نفق تابع لحركة حماس، وهي المرة الأولى في هذه الحرب التي تم التأكيد فيها رسمياً عن قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات ضد أهداف مهمة في باطن الأرض بصواريخ تُعرف باسم bunker buster أو مخترقة التحصينات.
من المعروف أن الولايات المتحدة تمد إسرائيل بمثل تلك الصواريخ من طراز GBU، وأحد أبرز تلك الصواريخ هو GBU-57A/B MOP القادر على الوصول لأهداف بعمق 61 مترا تحت الأرض ويزن 14 طنا. بالإضافة إلى صواريخ GBU-28, GBU-37 القادرة على الوصول إلى أهداف بعمق 6 أمتار تحت الأرض.
أول تركيبة عسكرية نظامية لكتائب القسام ظهرت بصورة رسمية في العام 2005، عندما أعلن محمد الضيف القائد العام للكتائب تشكيل مجلس عسكري للقسام وتنصيب قادة للألوية المختلفة في القطاع.
تم تقسيم غزة في حينها لأربعة ألوية هي: لواء رفح - الجنوب، وترأسه محمد أبو شمالة (31 عاما - آنذاك)، ولواء غزة بقيادة رائد سعد (33 عاما - آنذاك)، ولواء خانيونس بقيادة محمد السنوار (30 عاما - آنذاك)، ولواء الشمال بقيادة أحمد الغندور (38 عاما - آنذاك). وتم تعيين نائبين للضيف هما أحمد الجعبري قائد القسام في قطاع غزة، ومروان عيسى.
اليوم توجد للقسام 5 ألوية في القطاع، هي لواء الجنوب، ولواء الشمال، ولواء الوسطى، ولواء خانيونس، ولواء غزة (يضم لواءين مدمجين). كل لواء يحتوي على ما يقارب 8 آلاف مقاتل، ليبلغ مجموع مقاتلي القسام في القطاع نحو 40 ألف مقاتل.
ما زال محمد السنوار (شقيق يحيى السنوار)، ورائد سعد، ومروان عيسى، ومحمد الضيف، في مواقعهم القيادية حتى اليوم، في حين اغتالت إسرائيل أبو شمالة والجعبري والغندور.
الألوية الخمسة للقسام تنقسم لعدة كتائب تحت كل لواء. فيوجد 7 كتائب في لواء الشمال، و7 في لواء غزة، و6 في لواء خانيونس، و6 في لواء رفح، و5 في لواء الوسطى.
كل كتيبة تحمل اسم منطقة مختلفة، مثل كتيبة الشجاعية، وكتيبة جباليا، وكتيبة مخيم الشاطئ، وكتيبة تل الهوا والصبرة، وتضم كل كتيبة في صفوفها نحو 1500 مقاتل أو ما يزيد.
يتفرع عن تلك الكتائب مجموعة من السرايا، وكل سرية تضم ثلاثة فصائل أو أكثر، وكل فصيل يضم مجموعة من الزمر، كل زمرة تحتوي على نحو 10 أفراد.
طموح محمد الضيف منذ بدايات الألفية الجديدة كان بناء كتائب القسام لتشبه الجيوش النظامية إلى حد كبير. لذلك، بالإضافة إلى هيكل القسام العسكري كألوية وكتائب وسرايا، توجد للقسام هياكل أخرى منفصلة، مثل محاكم القضاء العسكري التي تدير سجوناً خاصة بأي فرد تابع لها يرتكب مخالفة. وأكاديمية عسكرية تدرس فيها مجموعة من المواد النظرية والعملية المختلفة. وجهاز إعلامي عسكري مسؤول عن الدعاية وقت المعارك وبعدها، وجهاز استخبارات.
جهاز الاستخبارات هو الجهاز الأهم والأخطر لكتائب القسام. فهو المسؤول عن التخطيط والرصد وجمع المعلومات، ولديه المعرفة الأوسع بخبايا القسام وأدق تفاصيلها مثل المخابئ السرية وشبكات الأنفاق والخطط العسكرية. القسام تختار أذكى عقول عناصرها للانضمام إلى هذا الجهاز عالي السرية.
ولا ينزل أعضاء جهاز الاستخبارات إلى ميدان القتال في أوقات الحروب والمعارك خوفاً من أن أسر أحدهم قد يوجه ضربة قوية إلى باقي الأجهزة.
كل لواء للقسام يفرز عددا من عناصره للانضمام إلى وحدات متخصصة بخلاف جنود المشاة. على سبيل المثال، وحدة النخبة (الكوماندوز) التي تضم نحو 5 آلاف مقاتل هي الأكثر مهارة والأعلى تدريباً عسكرياً في القسام. يأتي عناصرها من مختلف الأولية، أي أن لكل لواء مجموعة النخبة الخاصة به. أعضاء وحدة النخبة لديهم شعارهم العسكري المميز، وهم من كانوا في الصفوف الأمامية في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر ومن استولوا على قواعد عسكرية وكيبوتسات. بعض عناصر النخبة تلقوا تدريباتهم خارج القطاع في بعثات سرية لدول صديقة للحركة.
الوحدة الأخرى التي لا تقل شهرة عن النخبة هي وحدة الظل المسؤولة عن إخفاء الأسرى الإسرائيليين وتأمينهم بصورة كاملة السرية، إذ لا يعرف أي شخص خارج تلك الوحدة أي تفاصيل عن أماكن احتجاز الأسرى حتى وإن كان قائداً عالي الرتبة في القسام أو مسؤولاً سياسياً رفيعاً في حماس.
الوحدات الأخرى للقسام هي:
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة