تصحيح منشور بـ"زيارة".. ماذا فعل ماسك في إسرائيل؟

قبل الخوض في تفاصيل زيارة ماسك لإسرائيل علينا العودة بضعة أيام للوراء، وبالتحديد عند اللحظة التي أغضب فيها الرأي العام في الولايات المتحدة، بما اعتُبر أنه معاداة السامية.

بدأ الأمر بمنشور واحد علق عليه ماسك مؤيدا، في الأصل اتهم المنشور اليهود "بإضمار كراهية للبيض"، واعتُبر من ثم أنه يروج لنظرية مؤامرة معادية للسامية.

لم يمر تعليق ماسك دون جلبة على أعلى المستويات، إذ أدان البيت الأبيض المنشور على لسان المتحدث أندرو بيتس، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية حيث قال: "ندين بأشد العبارات هذا الترويج البغيض لتلك الكراهية العنصرية ومعاداة للسامية".

واعتبر أن تلك النظرية بالذات كانت السبب في أحد الأفعال المعادية للسامية الأكثر فتكا في تاريخ الولايات المتحدة، ومن ثم فإن تكرارها غير مقبول.

على الجهة الأخرى اتجهت كيانات تجارية للاحتجاج بطريقتها الخاصة، إذ أعلنت نحو 12 مؤسسة بينها ديزني وفوكس وآي بي إم تعليق إنفاقها الإعلاني على المنصة، بحسب سي إن إن بيزنس.

بالنسبة لماسك لم يعد الاتهام الموجه إليه سوى "قصص إعلامية زائفة" وذلك وفقا لمنشور شاركه على منصة إكس، وأكد خلاله أن اتهامه بمعاداة السامية أبعد ما يكون عن الحقيقية، مضيفا أنه يتمنى "الأفضل للإنسانية"، ومستقبل مزدهر ومثير للجميع.

أزمة التغريدة تلك لم تكن الاتهام الوحيد الذي طال ماسك ومنصته، فخلال الأشهر الماضية انتقدت بعض المنظمات انتشار المحتوى المرتبط بالكراهية على منصة إكس، من بينها رابطة مكافحة التشهير التي قالت إن المنصة شهدت زيادة في معدلات "خطاب الكراهية" على مدار العام الماضي.

ماسك لم يتقبل الاتهام بصدر رحب، إذ هدد بمقاضاة الرابطة، زاعما أن تقاريرها أضرت بمبيعات الإعلانات على منصته.

على الجهة الأخرى من الأطلسي، بدا ماسك أكثر مرونة في إسرائيل، كما أظهر تعاطفا مع المتأثرين بهجوم حماس.

وأثناء جولته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيد ماسك هدف التخلص من هؤلاء العازمين على "قتل الشعب اليهودي"، لكنه أكد في الوقت ذاته على أهمية "خفض الخسائر" بين صفوف المدنيين في قطاع غزة.

وعقد الملياردير الأميركي مقارنة بين سقوط مدنيين على كل من الطرفين، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقال: "هناك فرق مهم. هو أن إسرائيل تحاول تجنب قتل المدنيين".

وأثناء جولته في إسرائيل شارك ماسك منشورا على منصة إكس قال فيه: "الأفعال صوتها أعلى من الكلمات".

بالسترات الواقية وحضور كثيف من المرافقين، تجول ماسك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في كيبوتس كفار عزة الذي تعرض للهجوم أكتوبر الماضي.

ووفقا لصحيفة واشنطن بوست عُرض على ماسك أيضا مقطع فيديو يوثق بعض أحداث السابع من أكتوبر، مؤكدا أن زيارته للمناطق التي شهدت العنف كانت مثيرة للقلق، شأنها شأن رؤية "الفرحة" على وجوه مقاتلي حماس وهم "يقتلون الأبرياء".

إلا أن الزيارة لم تتوقف عند هذا، فقد التقى ماسك أيضا بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، دون حضور وسائل الإعلام.

لكن بحسب وكالة فرانس برس فإن الرئيس الإسرائيلي ذكّر ماسك بـ "الدور الكبير" الذي يأمل أن يؤديه لمكافحة انتشار خطاب الكراهية ضد اليهود، مؤكدا أن "كراهية اليهود" تؤثر على سلوك البشر في أماكن كثيرة حول العالم.

وقال الرئيس الإسرائيلي لماسك: "لديكم دور كبير تؤدونه لأن المنصات التي تديرونها، للأسف، تضم كما كبيرا من الكراهية، كراهية اليهود، ومعاداة السامية. أعتقد أننا بحاجة إلى مناقشة كيفية مكافحة هذه الكراهية".

ولكن ماسك لم يتحدث عن تدابير يمكن اتخاذها في موقع إكس.

خلال الزيارة توقف ماسك أيضا للقاء أفراد من عائلات الأسرى الذين لا يزالون في قطاع غزة، وهؤلاء الذين تضرروا جراء الهجوم.

زيارة ماسك تركت انطباعات إيجابية لدى البعض، من بينهم كراشيل غولدبيرغ التي عرضت عليه مقطع فيديو يظهر فيه ابنها أثناء إصابته في السابع من أكتوبر.

وقالت لاحقا إن ماسك بدا قلقا ومتأثرا بعدما شاهد الفيديو، وأضافت: "أعتقد أنه كان متفاجئا.. لقد كان شخصا متعاطفا للغاية، ومن الواضح أنه اهتز وانزعج مما رآه".