تحولت إلى ركام.. قائمة المساجد التي دمرتها إسرائيل في غزة

بعد حرب عام 2014 المعروفة باسم "السور الواقي" انتشرت صورة لبضعة مصلين راكعين أسفل مئذنة مهدمة لمسجد مقصوف في حي النصر بغزة. كان ذلك مسجد عبد الله بن عمر المعروف باسم "جامع السوسي".

تم بناؤه عام 1998 وتوسع المسجد عبر السنين لتبلغ مساحته 600 متر ويبنى على طابقين.

أعيد إعمار جامع السوسي بعد هذه الحرب وعادت فيه الحياة، لكن في أولى أيام الحرب الجارية منذ السابع من أكتوبر، كان المسجد أحد أول الأهداف الإسرائيلية حيث تم قصفه بشكل مباشر سواه بالأرض.

في كل رمضان، أحد التقاليد الأساسية لشباب غزة كانت الذهاب للصلاة في مسجد الخالدي أمام شاطئ بحر غزة. الخالدي كان أحد أهم وأجمل المساجد في القطاع بنظام معماري فريد، تكسوه من الخارج الأحجار القدسية البيضاء وتحيطه ساحة من البلاط الرخامي.

في منطقة مسجد الخالدي فندقان سياحيان شهيران هما فندق المتحف الذي استضاف ندوة شعرية للشاعر المصري هشام الجح عام 2012 وفندق المشتل المعروف شعبياً باسم "الموفنبيك" الذي استضاف عادةً الوفود الدبلوماسية ويعد أضخم وأفخم فنادق غزة قبل أن تدمره إسرائيل في هذه الحرب (إسرائيل لا تسمح للسياح الأجانب بدخول غزة منذ عام 2006).

مسجد الخالدي تعرض للقصف والتدمير بشكل كبير في الأسبوع الثاني للحرب. ودخلت بعد ذلك دبابات الجيش الإسرائيلي لتلك المنقطة ودمرت معظم البنايات فيها.

قبل بدء التهدئة ببضعة أيام، قصفت إسرائيل مئذنة المسجد العمري الأثري في وسط مدينة غزة، وهو المسجد الأقدم في القطاع ويعود تاريخه لنحو 1400 سنة عشية الفتح الإسلامي للمدينة.

بعض الروايات تقولبأن المسجد يقع فوق موقع المعبد الفلسطيني القديم المخصص لداجون – إله الخصوبة – الذي أطاح به شمشون وفقاً لسفر القضاة في العهد القديم. وتقول الروايات بأن شمشون الجبار دفن تحت المسجد الحالي. وأقيم في وقت لاحق معبد آخر على أطلال معبد داجون وكان مخصصاً لعبادة مارناس – إله المطر والحبوب.

في العهد البيزنطي شيدت الإمبراطورة إيليا أودوتشا كنيسة على موقع المعبد في القرن الخامس الميلادي، وفي القرن السابع تم تحويله للمسجد العمري كناية عن الخليفة عمر بن الخطاب. ثم استولى الصليبيون على المسجد في العام 1149 وبنو على أطلاله كنيسة بأمر من بالدوين الثالث ملك القدس. وأعيد بناء المسجد بعد فتح صلاح الدين لفلسطين في العهد المملوكي.

قوات الحلفاء قصفت المسجد في الحرب العالمية الأولى وألحقت به أضراراً بالغة، وأعيد ترميمه في عهد الانتداب البريطاني على يد عمدة غزة سعيد الشوا والمجلس الإسلامي الأعلى عام 1927.

دوار أبو مازن هو أحد المناطق الشهيرة في قطاع غزة، فهي منطقة راقية وخلابة تحتوي على منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بجوار منزل القيادي الراحل في منظمة التحرير الفلسطينية خليل الوزير "أبو جهاد".

أمام تلك المنازل يقف مسجد الأمين محمد ليواكب جمال تلك المنطقة، وهو مبنى ضخم متعدد الطوابق تم بناؤه في عام 2003 بحوائط خارجية من الحجر القدسي الأبيض وزجاج أخضر اللون.

الدبابات الإسرائيلية وصلت لتلك المنطقة القريبة من بحر غزة في حي تل الهوى، وقامت بتدمير المسجد بشكل كامل، لم يبقَ منه سوى مأذنتيه. وقام الجيش أيضاً بتجريف الدوار الرئيسي والشارع وقصف عدة مباني بالجوار، وانهدمت أجزاء من السور الخارجي لبيت أبو مازن الذي لم يسكنه منذ عام 2007.

جامع الكنز هو أول مسجد حديث يقام في مدينة غزة الجديدة في القرن العشرين في حي الرمال الذي أصبح اليوم أشهر أحياء القطاع المحاصر والأكثر شعبية. بنى المسجد فهمي بك الحسيني في عام 1936.

الدبابات الإسرائيلي وصلت المسجد وحولته لركام، بعد هجومها على مستشفى الشفاء القريب منه. كما وطمست معالم منطقة وسط البلد "الجندي المجهول" بأكملها.

من المساجد الأخرى التي تعرضت للقصف الإسرائيلي المباشر مسجد حمزة بن عبد المطلب في حي الدرج الذي بني عام 1981 ليكون المسجد الرئيسي للحي.

وأيضاً قصفت إسرائيل مسجد الكتيبة الخضراء الذي يعتبر أحد أشهر المساجد في قلب غزة لمجاورته لساحة الكتيبة التي تقام فيها سنوياً احتفالات ذكرى انطلاقتي حركة حماس وحركة فتح، وتجاور الساحة جامعتي الأزهر والإسلامية الأكبر في غزة.

يضاف إلى ذلك مساجد اليرموك والفرقان والسلام والرحمة والشهداء وأبو خضرة والشيخ رضوان والتقوى والفرقان والشيخ عجلين وخليل الوزير وعمار بن ياسر وغيرها العشرات من المساجد والمصليات ودور العبادة.