""سنقصفكم بالترتيب"".. إسرائيل تقسم غزة إلى 2376 مربع عمليات "

صباح الأول من ديسمبر سقطت من السماء رسائل تطالب سكان مناطق القرارة وخربة الخزاعة وعبسان وبني سهيلة بالتوجه إلى "الملاجئ في منطقة رفح"، حسب المنشورات التي ألقاها الجيش الإسرائيلي من الجو.

مع استئناف إسرائيل الهجوم على غزة، بدأ طيرانها الحربي في قصف مدينة رفح جنوبي القطاع وقتل وأصاب العشرات في مناطق الجنوب والوسط. وتركز القصف في خانيونس ورفح.

يريد الجيش الإسرائيلي من سكان الوسط والجنوب أن يجتمعوا في مدينة رفح، ومعهم سكان الشمال المهجرون أصلا، خلال فترة التوغل البري التي بدأت في ٢٧ أكتوبر الماضي.

هذا الطلب من الجيش الإسرائيلي يعتبر "غير معقول" بحسب محللين وناشطين فلسطينيين، قارنوا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مساحة مدينة رفح وعدد سكان قطاع غزة.

بحسب أرشيف مركز المعلومات الفلسطيني تبلغ مساحة محافظة رفح 64 كيلومترا مربعا، وعدد السكان الذين يريد الجيش الإسرائيلي إجلاءهم إليها يزيد على مليوني شخص.

وبحسبة رياضية بسيطة، ومع اعتبار أن كل متر مربع في رفح صالح وآمن لوجود الناس فيه، سيكون لكل مواطن غزاوي ما يزيد قليلا على 5 أمتار طول و5 أمتار عرض يعيش فيها، وستكون كل 5 أمتار محيطة به مليئة بالبشر أيضا. هذا على اعتبار أن أماكن الركام والمناطق الحدودية مسموح بالتواجد فيها، أو هي آمنة.

مع انتهاء يوم 30 نوفمبر، كان الجيش الإسرائيلي قد نشر خريطة تفاعلية على موقعه الرسمي الناطق بالعربية لقطاع غزة كاملا، وهو مقسم إلى 2376 منطقة صغيرة كل منطقة تحوي 40 بناية سكنية تقريبا، بعضها أقل وبعضها أكثر بعشرات.

وأمر الجيش الإسرائيلي سكان القطاع بـ"الانصياع" لأوامره في حال طلب من السكان الموجودين في البلوك 667 مثلا إخلاءه، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

ونصح الجيش الإسرائيلي سكان القطاع بمتابعة التصريحات الإعلامية له وللناطقين باسمه لتتبع أماكن عمليات الجيش، مدعيا أنه بذلك يساعد في "الحفاظ على سلامة أهل غزة".

ومع نصيحة الجيش الإسرائيلي لأهل القطاع بالتوجه نحو رفح، تعرضت المحافظة لقصف جوي قتل عشرات المواطنين من سكان المدينة ومن الذين هُّجروا قسرا من الشمال. وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة بتصريح رسمي قال فيه إن الطواقم الطبية "تتعامل مع أعداد كبيرة من الجرحى مع انتهاء الهدنة وتجدد القصف على المدنيين".

ومع استئناف الحرب في قطاع غزة صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي بأنه يجب على الإسرائيليين أن ينهوا حماس وأن يعود السكان الإسرائيليون إلى قطاع غزة، على حد تعبيره، في إشارة إلى إعادة احتلال القطاع وتواجد المستوطنين فيه كما كان الحال قبل 2005.