حي الشجاعية.. هدف إسرائيل حتّى آخر قائد

يقع حي الشجاعية في النصف الشمالي من مدينة غزة، ويعد أكبر أحياء القطاع ويشكّل خاصرته الشرقية.

يضم الحي العديد من المساجد والمقابر والهياكل القديمة، وينقسم إلى قسم جنوبي يُعرف بمنطقة "التركمان"، وآخر شمالي يُعرف بمنطقة "إجديدة". ويتمتع حي الشجاعية بتلةٍ مرتفعة تميزه عن باقي أحياء القطاع هي "تلة المنطار"، ويقع فيه أكبر سوق في غزة هو "سوق الجمعة".

تعود جذور هذا الحي إلى العصور القديمة في ظل المعركة التي دارت بين الأيوبيين والصليبيين عام 1239، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام، إذ انتصر فيها المسلمون. ويُنسب الحي في تسميته إلى شجاع الدين عثمان الكردي، الذي يُعد أحد أبطال تلك المعركة التي قاتل وقُتل فيها.

وأكثر ما يميّز حي الشجاعية احتضانه للفصائل الفلسطينية كافة، وكونه معقلا لانطلاقتها، إذ شهد البدايات الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومعظم الحركات. وينتمي أبرز قادة الفصائل الفلسطينية الحالية إليه.

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، السبت، أن الجيش قتل قائد كتيبة الشجاعية في حركة حماس وسام فرحات. لم يكن فرحات لاعبا أساسيا في هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر فحسب، وإنما أدى دورا بارزا في تخطيط وقيادة عمليات ضد إسرائيل منذ عام 2010، تضمنت قتل وأسر جنود، ما جعله من أهم المطلوبين لإسرائيل.

قاد فرحات، عام 2014، مقاتلي حماس في هجوم على ناقلة جند مدرعة في حي الشجاعية، ما أسفر عن مقتل 7 جنود، من بينهم الجندي أورون شاؤول، الذي احتفظت حماس بجثته في غزة منذ ذلك الحين، بحسب موقع Jerusalem Post.

كما شارك فرحات، بحسب أفيخاي، في التخطيط لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ونسّق لهجوم وحدة من نخبة المقاتلين الفلسطينيين على كيبوتس ناحال عوز والموقع المجاور له.

تركز وسائل إعلام إسرائيلية على تغطية أخبار حي الشجاعية وتنشر صور قادة وحتّى مقاتلين أفراد، إذ تعدهم إسرائيل من نخبة منتسبي الفصائل الفلسطينية.

نشرت قناة 12 الإسرائيلية منشورا يضم صورا لعدد كبير من قادة عسكريين في حماس، متمركزين في الشجاعية.

ونقلت عن الجيش الإسرائيلي تهديده هؤلاء القادة بالقتل في حال عدم استسلامهم.

ومن أبرز المطلوبين للجيش الإسرائيلي نائب قائد كتيبة الشجاعية عماد قريقع ومسؤول الصواريخ أسامة ظاظا وقائد سرية المساعدات الحربية محمة عجلة.

ومن أهالي الحي الأمين العام لحركة الجهاد الفلسطينية رمضان شلح. ونائب القائد العام للكتائب في حماس أحمد الجعبري الذي اغتيل بقصف إسرائيلي عام 2012.

كما كل أحياء غزة، يتعرّض حي الشجاعية لقصف إسرائيلي مستمر ومكثف. أدى يوم السبت، إلى تدمير مجموعة مكونة من نحو 50 مبنى سكنيا، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

قال مراقبون، نقلا عن الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، إن أكثر من 60 شخصا قُتلوا في عمليات قصف الشجاعية، في حين دُفن أكثر من 300 فلسطيني تحت الأنقاض.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، إن أفراد الإنقاذ يفتقرون إلى الجرافات والمعدات الأخرى للوصول إلى العالقين تحت الأنقاض، مؤكدا تقديرات الهلال الأحمر بوجود نحو 300 شخص في عداد المفقودين.

وأشار إلى أن المبنى كان يؤوي أكثر من ألف شخص. وأضاف في تصريحات مصورة من موقع الهجوم، أن انتشال جثث القتلى أمر صعب للغاية.