"حرب إسرائيلية" على ربى و7 آلاف فلسطيني في سجونها

وذكر "نادي الأسير" الذي يتابع أوضاع المعتقلين الفلسطينيين أن زيارات الصليب الأحمر الدولي إلى السجون توقفت أيضا. ولم يعلّق الصليب الأحمر على الموضوع.

وأضافت ربى عاصي "في سجن الدامون، سحب كلّ شيء. الغرفة مخصصة لثلاثة أشخاص. كنا ٧ ننام فيها من دون أغطية.. كميات الطعام كانت ضئيلة، وكنّا مرات ننام جائعات".

وتابعت "كنا ننام على الأرض من دون فرش، رغم البرد وبغض النظر عن الأعمار". وأشارت إلى أن عمليات التفتيش كانت تحصل "ونحن عاريات".

وقالت عاصي إن ظروف السجن كانت مختلفة عندما اعتقلت أواسط العام 2020 وحكمت بالسجن لمدة 21 شهرا بتهمة الانتماء لجمعية غير شرعية وإلقاء حجارة. وأطلق سراحها في مايو من العام 2022، قبل أن يُعاد اعتقالها بعد أيّام من الهجوم المباغت الذي شنته حماس.

وأعلنت منظمة العفو الدولية، أمنستي، أن لديها "شهادات وأدلة بالفيديو على تعذيب وسوء معاملة لمعتقلين فلسطينيين يتعرضون للضرب والإذلال، كأن يطلب منهم ألا يرفعوا رؤوسهم، وأن يركعوا على الأرض وأن ينشدوا أناشيد إسرائيلية وسط ظروف اعتقال رهيبة". وتمكنت وكالة فرانس برس من الاطلاع على هذه الصور.

وتحدّث الناشط رمزي عباسي، 36 عاما، المتحدر من القدس الشرقية والذي أفرج عنه من سجن كتزيوت في صحراء النقب في مقابل أسرى، لوكالة فرانس برس، عن "ضرب صباحي ومسائي كلّ يوم. هناك أسرى كسرت أطرافهم بعد ٧ أكتوبر، ولا يتمّ تقديم أيّ علاج طبي لهم".

وحكم على عباسي في شهر أبريل بالسجن لمدة عام، وأمضى شهورا في سجن نفحة قبل أن يُنقل إلى النقب. وقال إنّ "سجن النقب بالفعل مقبرة للأحياء، يعيشون هناك من دون طعام، ومن دون ملابس ولا يلقون أي اهتمام". ولم تردّ مصلحة السجون الإسرائيلية على سؤال لفرانس برس عن أوضاع السجون.

وتشير أمنستي إلى أشرطة فيديو يُتداول بها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها "جنود إسرائيليون يضربون ويهينون فلسطينيين معتقلين، معصوبي العينين، وعارين، ومقيّدي المعصمين".

نقلت المنظمة عن فلسطيني من القدس الشرقية قوله إن محتجزين أُجبروا على "الإشادة بإسرائيل وشتم حماس". إلا أن ذلك "لم يساعدهم على تجنب الضرب".

وأصدر المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية بيانا طالبوا فيه الوسطاء التدخّل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي لوقف ما أسموه "الهجمة الانتقامية" ضدهم.

وأشار الأسرى في رسالتهم التي وصلت عبر أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخرا، إلى وفاة ٦ سجناء في السجون الإسرائيلية منذ ٧ أكتوبر، ووصفوها بـ"الإعدامات". وتحدثوا عن "تهديدات بالقتل داخل السجون". وقالت مصلحة السجون إن السجناء توفوا لأسباب صحية غير مرتبطة بظروف الاحتجاز.

وسُلّط الضوء على المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد اقتياد حماس عقب هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر قرابة 240 أسيرا. وردّت إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزة. وتمّ التوصل بعد ٧ أسابيع من الحرب إلى هدنة استمرّت أسبوعا وتم خلالها تبادل 80 أسيرا إسرائيليا مع 240 أسيرا فلسطينيا. كما أفرج خارج الاتفاق عن عدد آخر من الأسرى في قطاع غزة.

وحسب نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، اعتقل الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر ٣ آلاف و580 فلسطينيا، ليصل عدد المعتقلين الفلسطينيين الإجمالي في السجون الإسرائيلية إلى ٧ آلاف و800 معتقل.