الانتخابات المصرية تُنعش سوق الدعاية والإعلان

حسام تم تسريحه من نفس العمل بداية العام الحالي بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، وأزمة استيراد ضربت كل السلع بما فيها الأحبار والورق، لكن بفضل ارتفاع معدّل الطلب على طباعة لافتات الدعاية الانتخابية استعاد عمله منذ أكتوبر الماضي.

"صاحب الشغل اعتذر لي في أول السنة لما الدولار ارتفع، ورجع كلمني من شهر كده وقال لي تعال عندنا ضغط شغل عشان الانتخابات"، وفق تصريح حسام لبلينكس.

عودة حسام للعمل ربما عوضته جزءاً من الدخل الذي فقده في الشهور الماضية نظراً لزيادة ساعات عمله لتلبية طلبات العملاء قبل حلول الموعد النهائي للانتخابات.

يقول حسام "أشتغل من الصبح لحد نص الليل بعكس الأيام العادية، علشان أنا مش بس باطبع اللافتات لا وكمان باروح مع العمال نعلقها وده بياخد وقت، فطبعاً باقبض أكثر من الأيام العادية".

على الرغم من أن عدد شركات الدعاية والإعلان في مصر يتجاوز ألفي شركة (رسمية وغير رسمية)، فإن أكثر المستفيدين من أعمال الدعاية الانتخابية هي الشركات الصغيرة والمكاتب غير الرسمية، نظراً لأن الإقبال على اللافتات الصغيرة التقليدية أكثر من إعلانات "الأوت دور" الكبيرة، وهو ما يؤكده محمد سلام صاحب أحد مكاتب الدعاية في الجيزة.

يقول محمد "الإعلانات الكبيرة على الكباري (الجسور) وفي المناطق المفتوحة دي شغل المكاتب الكبيرة، ولكن شغلها قليل في الأحداث اللي زي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية كمان الشغل في الانتخابات بيروح أغلبه للشركات والمكاتب الصغيرة لأنه شغل قطاعي.

يشرح: "نلاقي صاحب محل عاوزة يافطة أو اتنين، رئيس شركة، عائلة كبيرة ولها مصالح مع المحليات هما كدة العملاء بتوعنا اللي رفعوا لنا الشغل حوالي 50% عن الشهور السابقة".

المداخيل المتحققة لصغار العاملين في قطاع الدعاية والإعلان، وكذلك الطباعة من موسم الانتخابات، لا تمثل فقط تأميناً للاحتياجات الحالية، ولكن تمتد لكونها تأمينا لاحتياجات مستقبلية، حيث تمثل زيادة الدخل المتحققة مدخرات تؤمن أيام البطالة بحسب سليمان عبد النبي، عامل في إحدى المطابع.

سليمان يوضح لبلينكس خطة تعامله مع انتعاش صناعته بسبب موسم الانتخابات، قائلاً "في مواسم الشغل اللي زي الانتخابات الطلب الزيادة على اللافتات معناه وقت شغل إضافي، وكمان إكراميات من العملاء، ولأن السوق مش دايماً على حال واحد فأضطر أحوش الزيادة اللي بتيجي لأيام مابنشتغلش فيها بجنيه".

في الوقت الذي يعتبر فيه سليمان رواج صناعة اللافتات أمانا لمستقبل شهور البطالة، يعتبرها حسام سدادا لديون سابقة لشهور بطالة، تسبب فيها شّح العملة الأجنبية وارتفاع معدلات التضخم، وهي المشاكل التي يتمنى كل من حسام وسليمان القضاء عليها في الفترة الرئاسية المقبلة.