ما قصة "سؤال الإبادة" الذي أطاح برئيسة جامعة؟

مثلت رئيسة جامعة بنسلفانيا رفقة بعض رؤساء الجامعات الأميركية المرموقة الأخرى، أمام الكونغرس، الأسبوع الماضي، في جلسة استماع مخصصة لبحث "معاداة السامية في الجامعات".

ماغيل كانت واحدة من رئيسات 3 جامعات تعرضن لانتقادات حادة، على الرغم من تقديمهن مطالعات قانونية وأخلاقية مطولة، لكنهن تفادين الإجابة المباشرة عن أسئلة شملت الاستفسار عما إذا كانت الدعوة إلى "إبادة اليهود" تشكل انتهاكا لمدونة السلوك في الجامعة.

أثارت تصريحات ماغيل ورئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي ورئيسة "إم آي تي" سالي كورنبلوث انتقادات غاضبة.

وخلال جلسة الاستماع، وجهت عضو الكونغرس إليز ستيفانيك للثلاثة سؤال "إبادة اليهود"، وردت ماغيل بالقول: "إذا تحول الخطاب إلى تصرف، يمكن أن يكون مضايقة، نعم".

ومع مواصلة ستيفانيك البحث عن إجابة مباشرة، ردت ماغيل بأن القرار بشأن اعتباره مضايقة أم لا سيكون مرتبطا بدراسة الحالة لدى وقوعها والسياق الذي حصلت فيه.

تواجه الجامعات الأميركية بشكل عام موجة من الاتهامات بالفشل في "حماية الطلاب اليهود"، في ظل ارتفاع معدلات ما يوصف بأنه "معاداة سامية"، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

إجابة ماغيل أثارت غضب ستيفانيك التي قالت لماغيل: "الأمر لا يرتبط بالسياق. الإجابة هي نعم، ولذا عليك الاستقالة".

ولذا عندما استقالت ماغيل، علقت ستيفانك عبر منصة "إكس"، بتوجيه الدعوة إلى رئيستي جامعتي هارفارد و"إم آي تي" لـ"القيام بالأمر الصحيح، العالم يراقب"، في تلميح إلى الاستقالة أيضا.

في سياق الجلسة طالب 74 مشرعا أميركيا بإقالة الثلاثي، بينما اعتبر الحاكم الديمقراطي لولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، أن أداء ماغيل كان "مخزيا".

وأعلن أحد المتبرعين لجامعة بنسلفانيا سحب دعم بقيمة 100 مليون دولار، قدمه لكلية إدارة الأعمال.

ماغيل تقدمت باعتذار عن إجابتها في مقطع فيديو، قالت فيه إن الدعوة للإبادة الجماعية كانت "شريرة وواضحة وبسيطة"، إلا أنها تقدمت باستقالتها أخيرا.

في نهاية الأسبوع العاصف، أعلن رئيس مجلس أمناء الجامعة سكوت بوك السبت أن ماغيل "قدمت استقالتها بشكل طوعي".

ولكن في الوقت ذاته أكد متحدث باسم الجامعة أن بوك بدوره استقال من منصبه.

وقال رئيس مجلس أمناء جامعة بنسلفانيا إن ماغيل ارتكبت "زلة مؤسفة" الثلاثاء، وفق ما نقلت عنه صحيفة الجامعة "ديلي بنسلفانيان"، واصفا أن رئيسة الجامعة لم تكن خلال جلسة الاستماع "كما نعهدها".

وأضاف أنها: "قدمت إجابة قانونية على سؤال أخلاقي، وهذا كان خاطئا".

وعبر عن أسفه لأن ذلك نتج عنه "تسجيل مريع مدته 30 ثانية" غلب على "شهادة امتدت 5 ساعات".

ووفقا لبوك فإن استقالته تأتي بمفعول فوري، في حين أن ماغيل ستبقى في منصبها إلى حين تعيين رئيس بالإنابة، كما أوضح أنها ستواصل العمل كأستاذة في كلية الحقوق.

وضعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة أمام معادلة صعبة، على أحد طرفيها داعميها الأثرياء المؤيدين لإسرائيل، بينما على الطرف الآخر حق الطلاب في التعبير عن آرائهم الداعمة للفلسطينيين.

وأوقف بعض أثرياء أميركا، أو لوحوا على الأقل، تبرعاتهم لمؤسسات التعليم العالي العريقة مثل جامعة هارفارد في ولاية ماساتشوستس وجامعة بنسلفانيا.

كذلك واجه المسؤولون عن جامعتي كولومبيا في نيويورك وستانفورد في ولاية كاليفورنيا مطالبات بالنأي بأنفسهم بشكل لا لبس فيه، عن مجموعات طلابية مؤيدة للفلسطينيين تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في منشورات يتم توزيعها خلال تحركاتها.

وكان البيت الأبيض قد انضم بدوره إلى الأزمة الجامعية التي تفاقمت الأسبوع الماضي، عبر المتحدث باسمه أندرو بيتس، الذي قال: "من غير المعقول إننا بحاجة لقول هذا: الدعوات للإبادة الجماعية وحشية وتتناقض مع كل ما نمثله كدولة"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وقالت المشرعة الجمهورية في كارولاينا الجنوبية نانسي ميس لشبكة فوكس نيوز: "كل رئيس جامعة في هذا البلد لا يستطيع إدانة معاداة السامية وإبادة اليهود عليه أن يتقدم باستقالته أو أن يُطرد".

وأضافت أن "إسرائيل هي البلد الوحيد في العالم الذي يواجه خطر الإبادة الحقيقية".