سياسة
.
في خطبة حماسية، وقف ضابط إسرائيلي على أنقاض ميدان عام في وسط مدينة غزة دمره الجيش، وقال "هنا في ساحة فلسطين الملعونة هذه، إذ ابتهجوا عندما قتلونا، ووزعوا الحلوى عندما أطلقت الصواريخ على مدننا، هذه الساحة التي أذلوا فيها رهائننا، هذه الساحة التي هي قلب المدينة، مركز قوة حماس، رمز غزة. هنا، نقف بفخر، ورؤوسنا مرفوعة، لنشعل شمعة الحانوكا الأولى".
الضابط كان يقصد ميدان فلسطين الذي نظمت حماس فيه إحدى عمليات إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال الهدنة المؤقتة الشهر الماضي، وأحضر الجيش أفواجا من الصحفيين لمشاهدة "لحظة الانتصار" تلك.
لكن المفاجأة أن ذلك الميدان الذي سوته الدبابات الإسرائيلية بالأرض يبعد أكثر من 2 كم عن الميدان الحقيقي، بحسب صحيفة هآرتس التي نقلت ذلك عن مصادر داخل الجيش الإسرائيلي، أقرت لها بصحة تلك المعلومة المحرجة. هذا يعني أن الجيش دمر منطقة كاملة دون أي مصوغ عسكري أو أمني من أجل صورة انتصار مصطنعة وغير دقيقة.
في الآونة الأخيرة، كثرت "صور الانتصار" تلك حول غزة بصورة ملحوظة، وهو ما استدل به الصحفي عاموس هارئيل دلالة على أن إسرائيل توقن بأن الوقت ليس في صالحها، وأن الضغط الدولي يتنامى للمطالبة بإنهاء الحرب، لذلك يسعى الجيش لمراكمة أكبر قدر ممكن من الانتصارات.
فما القصة؟ وكيف يسعى الجيش لتصدير صور انتصار بصورة يومية على الرغم من وضوح عدم صحة وسذاجة الادعاءات في بعضها؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة