حرب بالمسيرات.. ما الذي يحدث في جنين؟

في تمام الساعة ٢ صباح الثلاثاء 12 ديسمبر، بالتوقيت المحلي، لاحظ سكان أطراف مدينة جنين تحركات وصفوها بالغريبة على حاجز "الجلمة الذي يفصل المدينة عن إسرائيل.

اعتاد شبان المدينة استخدام مجموعات التلغرام لينبهوا بعضهم من اقتحام محتمل. وفي صباح ١٢ ديسمبر توقعوا الاقتحام وحصل فعلا.

هؤلاء الشبان الذين يكشفون التحركات الإسرائيلية والذين وصفتهم القناة ١٢ الإسرائيلية بـ"المواطنين الصحافيين" و"عناكب الشبكة العنكبوتية" تداولوا على مجموعات التلغرام صورا وفيديوهات لقوات الجيش على مدخل مخيم جنين، وفي حي الجابريات، ووسط المدينة عند دوار يحيى عياش ودوار السينما، وبعد منطقة دوار الداخلية عند "دوار البطيخة" الذي هدمته إسرائيل في اقتحام سابق.

يقول أحد سكان منطقة الجابريات لبلينكس، الذي فضل عدم ذكر اسمه معللا ذلك بأن إسرائيل "تلاحق كل من يتكلم للصحافة"، إن "الجيبات العسكرية على مد البصر وطول الشارع".

يشهد هذا الشاب أغلب اقتحامات مدينة جنين ومخيمها لأن أغلبها يحدث في ساعات متأخرة من الليل وغالبا ما يكون في منزله، لكنه وصف هذا الاقتحام بـ"الغريب"، وأضاف: "دائما ما يركز الجيش على منطقة معينة".

لكن هذا الاقتحام هم موجودون في الجابريات والمخيم والمخيم الجديد ووسط البلد". وهذا ما جعل مسلحي المخيم يغيبون عن الأنظار لساعات طويلة حسبما يعتقد الشاب الذي يسكن على الجبل فوق المخيم مباشرة.

ويقدر عدد الآليات التي اقتحمت مدينة جنين منذ الثانية صباحا بأكثر من ٦٠ آلية بحسب وسائل إعلام محلية غطت الاقتحام مباشرة.

اكتشف أهالي المدينة أن انتشار الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من المدينة كان جزءا من تكتيك الاقتحام، ففي تمام الساعة السادسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي انفجرت مسيرة إسرائيلية انتحارية في ٤ شبان في البلدة القديمة في مدينة جنين والمعروفة محليا باسم "السيباط".

بحسب شهود عيان يراقبون الجيش في تحركاته وينشرون ذلك على مجموعات التلغرام الخاصة بهم، فإن الجيش الإسرائيلي لم يقترب من منطقة السيباط في هذا الاقتحام، أو الاقتحامات السابقة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة الشبان الأربعة بعد ٣ ساعات من تفجير "الدرون" بهم، بسبب منع القوات الإسرائيلية طواقم الإسعاف من الوصول إليهم لوقت طويل، حسب ما أعلنت وزارة الصحة.

في هذا الوقت وبينما تتجه الأنظار نحو السيباط في المدينة، نفذت القوات الإسرائيلية المنتشرة في أغلب المناطق في جنين، حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من ٦٨ مواطنا فلسطينيا بينهم أطفال، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للجيش الإسرائيلي وهو يقتاد أطفال إلى الجيبات العسكرية بعد عصب أعينهم.

إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إنها تتوقع القضاء على أفراد كتيبة جنين بعد قتل آخر قائدَين من مؤسسيها والملقبين بـ "أبو وطن" و"النش"، ونظرا لحالة البنية التحتية السيئة في المخيم وتفجير أغلب نقاط تمركز وتحصن مقاتلي المخيم، توقعت إذاعة الجيش أن المقاتلين انتقلوا للبلدة القديمة "السيباط" لأنها معقدة جغرافيا ومليئة بالأزقة الضيقة مثل المخيم.