هاجَم أردوغان ثم سقط.. ما نعرفه عن "النائب بيتماز"

على المنصة، وقف حسن بيتماز المسؤول عن العلاقات الخارجية في حزبه ونائب رئيس الحزب، لينتقد السياسات التركية تجاه الحرب في قطاع غزة، مُعتبرا أن إجراءات بلاده غير كافية.

وقال بيتماز في ختام خطابه الذي امتد عدة دقائق بحسب هيئة الإذاعة البريطانية: "حتى إذا بقي التاريخ صامتا، الحقيقة لن تظل صامتة. يعتقدون أنهم لو تخلصوا منا لن تكون هناك مشكلة. ولكن لو تخلصوا منا لن يستطيعوا الهرب من ألم الضمير. حتى لو هربتم من عذاب التاريخ، لن تتمكنوا من الهرب من عذاب الله".

بعد هذه الجملة مباشرة، سقط النائب مغشيا عليه، فيما سمعت أصوات شامتة من مقاعد حزب العدالة والتنمية الحاكم تردد: "هذا هو عذاب الله".

على حسابه على منصة إكس وجّه بيتماز أكثر مرة انتقادات لمواقف الحكومة التركية من الحرب في غزة.

قال في أحد منشوراته التي نُشرت باللغة العربية: "وبينما كان الهجوم على غزة مستمرا، أرسلنا 400 سفينة من تركيا إلى إسرائيل. قمنا بشحن 4 ملايين طن. وقدمنا الوقود للطائرة الإسرائيلية، والملابس لجنودها، وأجزاء من أسلحتها. والحمد لله أننا أرسلنا صلواتنا إلى الفلسطينيين".

في أواخر نوفمبر الماضي أعلن بيتماز تقديمه مقترحا برلمانيا يستهدف معرفة أثر البضائع المنقولة من موانئ تركية إلى إسرائيل على مجريات الحرب، إلا أن مقترحه رُفض بسبب معارضة نواب حزب العدالة والتنمية، كما أوضح في منشور على حسابه على إكس.

وفي أكتوبر الماضي، نشر بيتماز منشورا وصف فيه الحرب في قطاع غزة بـ"الإبادة الجماعية" وقال: "تُركت غزة وحيدة أمام وحشية الجيش البربري في الظلام بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات. لا توجد أخبار من أكثر من 2 مليون شخص".

بعد هتافات أعضاء حزب العدالة والتنمية بمجرد سقوط بيتماز من على المنصة، وتعبيرهم عن "الشماتة" فيما حدث له، يبدو أن الحزبين يناصران بعضهما العداء.

ولكن في واقع الأمر خرج الحزبان في الأصل عن حزب الرفاه الإسلامي الذي أسسه نجم الدين أربكان في العام ١٩٨٣، إلا أنه تداعى أواخر التسعينات عندما صدر ضده حكما قضائيا بالحظر، حيث اتُهم بانتهاك المبادئ العلمانية للدولة.

عند تلك النقطة انقسم أعضاء الحزب إلى عدة فرق، ومن بينهم كان الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي أسس حزب العدالة والتنمية في العام ٢٠٠١، بينما أسس آخرون حزب السعادة في العام ذاته.

في مايو من العام الجاري، وقف الحزبن في مواجهة بعضهما البعض في الانتخابات الرئاسية، إذ انضم حزب السعادة لتحالف الأمة المعارض، الذي وقف خلف المرشح كمال كليتشدار أوغلو.

الآن يستحوذ حزب السعادة على ١٠ مقاعد برلمانية فقط، بعض أن حصد نسبة ١.٣٤٪ من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، مقابل ٢٦٦ مقعدا لحزب العدالة والتنمية، الحكام، بنسبة ٣٥.٤٪.

صرح وزير الصحة فخر الدين قوجة أن بيتماز نقل للمستشفى خلال ٢٠ دقيقة من سقوطه، وتبين أن الوريدين الرئيسيين لديه مسدودان بالكامل، وتم توصيله بجهاز للقلب والرئة بعدما فشل التدخل في إحراز نتائج، وذلك حسب موقع إن تي في التركي.

وقال وزير العدل يلماز تونش، إن حالة بيتماز خطيرة.

مضيفا: "نائبنا موجود في غرفة الطوارئ، ويتم بذل جهود مكثفة. حالته حرجة، إننا نصلي".

حزب السعادة ذاته نشر بيانا بشأن الحالة الصحية للنائب، على لسان رئيسه تمل كاراملا أوغلو، الذي قال عن بيتماز: "إنه مصاب بالسكري ويعاني من مشاكل في القلب. لقد تمكن من إكمال عمله. وحسب أحدث معلومات فإنه نقل إلى العناية المركزة".