لا نوم ولا طعام.. كيف يعمل صحافيو جنين تحت الرصاص؟

صباح 13 ديسمبر بدأ الصحافي محمد عتيق وزملاؤه يفكرون كيف سيتناولون فطورهم بعد أن ناموا بلا عشاء الليلة الماضية، حسبما قال عتيق لبلينكس.

اتصل الصحافيون بمطعم خارج المدينة في قرية برقين التي تبعد قرابة 5 كيلومترات عن المخيم، وطلبوا منه أن يوصل إليهم "حمص وفول وفلافل وخبز"، ونبهوا على صاحب المطعم أن المدينة محاصرة.

من المفترض أن يستغرق الطريق من المطعم إلى مستشفى الشفاء 8 دقائق بالسيارة تقريبا حسب تقديرات محمد عتيق، لكن توصيل الطعام استغرق أكثر من نصف ساعة كانت "خطرة جدا" على عامل التوصيل بعد أن اعترضه الجيش الإسرائيلي ومنعه من الدخول، فحاول عبر طريق التفافي حتى وصل إلى مدخل مستشفى الشفاء.

منذ بداية الاقتحام قطع الجيش الإسرائيلي الكهرباء عن مخيم جنين بحسب وسائل إعلام محلية، وكذلك قطعها لليلة كاملة عن الحي الشرقي في المدينة الذي شهد اشتباكات عنيفة يوم 13 ديسمبر.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر إصابة جندي إسرائيلي برصاص مقاتلين فلسطينيين قبالة مستشفى الشفاء، بالإضافة إلى تفجير عبوة محلية الصنع بجيب عسكري مساء 13 ديسمبر.

أكثر من 12 صحافيا محاصرون في مستشفى الشفاء حسبما قالت الصحافية المصرية مريم لبلينكس، ولأن مستشفى الشفاء في جنين صغير الحجم وقدرته الاستيعابية ضئيلة ويستقبل العديد من المصابين، فلا توجد فيه أماكن يستطيع الصحافيون أن يناموا فيها.

تقول مريم لبلينكس: "الصحافيون ناموا على الكراسي في المستشفى، وأنا وزميلي نمنا في السيارة". وتهطل الأمطار الغزيرة على شمال الضفة الغربية منذ 12 ديسمبر بكثافة مع انخفاض في درجات الحرارة جعلت الصحافيين الميدانيين يشعرون بالبرد في أغلب الأوقات.

وحاول الجيش الإسرائيلي دهس مراسلين كانوا على البث المباشر، وظهرت تلك المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تداولها ناشطون فلسطينيون.

محمد عتيق الذي خطط لعملية الحصول على الإفطار والخبز تلقى اتصالات من جيران المستشفى الذين رأوا سيارة التوصيل وهي تسلم الإفطار لعتيق، وطلب المواطنون من عتيق الخبز، لأنهم محاصرون في بيوتهم منذ 3 أيام ولا يستطيعون الخروج.

يقول عتيق: "حتى لو خرجوا فلن يجدوا محلا مفتوحا، فجيش الاحتلال أجبر المخابز والصيدليات والدكاكين على الإغلاق". وقبل أن يتناولوا الإفطار حمل عتيق وزملاؤه الصحافيون "ربطات الخبز" ووزعوها على البيوت المجاورة.

في هذه الأثناء كان الجيش الإسرائيلي يقتحم المسجد الكبير في مخيم جنين بعد أن تم إخلاء أغلب أماكن المخيم من السكان، وصور جندي إسرائيلي فيديو من خارج المسجد يُسمع فيه صوت زميله داخله وهو يغني لعيد هانوكا اليهودي، الذي يصادف موعده هذه الأيام، وصوته يخرج من سماعة المسجد.

وظهر في مقطع آخر جندي الإسرائيلي داخل المسجد يصور زميله الجندي وهو يغني في الميكروفون مرتديا حذاءه داخله أيضا.