في السر والعلن.. واشنطن تضع علامة استفهام على حرب غزة

على مدار الأسابيع الماضية تزايدت الأحاديث حول ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين، جاء ذلك على لسان نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

تعتقد الإدارة الأميركية الآن أن هناك "فجوة" بين الالتزامات والواقع في قطاع غزة.

لخّص وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مؤخرا المعضلة قائلا: "في هذا النوع من القتال، يكون مركز الثقل هو السكان المدنيين. وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل نصرا تكتيكيا بهزيمة استراتيجية".

تحاول الولايات المتحدة كذلك منذ بداية الحرب التأثير على حليفتها للسماح بإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة أو حتى تشجيعها على تبني استراتيجية عسكرية أكثر "استهدافا".

ولكن الآن تبدو واشنطن معزولة بعض الشيء في دعمها لتل أبيب، كما يتضح من تصويت الغالبية الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء لصالح وقف إطلاق النار.

وفي السر، لا يخفي الدبلوماسيون الأميركيون استياءهم من سلوك إسرائيل الحربي، إذ طلبت واشنطن من إسرائيل مثلا ألا "تكرر" في جنوب غزة السيناريو الذي حدث في شمال القطاع قبل الهدنة الإنسانية التي استمرت سبعة أيام في نهاية نوفمبر.

في مؤشر على الضغط المستمر الذي تمارسه على إسرائيل، سيزور مستشار الأمن القومي جيك ساليفان إسرائيل يومي الخميس والجمعة، حسب ما أعلنت واشنطن.

وقال ساليفان لصحيفة وول ستريت جورنال الثلاثاء: "من الواضح أنني سأتناول مسألة الجدول الزمني وكيف ينظرون إليه -الإسرائيليون-".

واقترح ساليفان الانتقال إلى "مرحلة مختلفة عن العمليات عالية الكثافة التي نشهدها اليوم".

واستقبل بايدن للمرة الأولى الأربعاء، عائلات الأسرى الأميركيين في غزة بالبيت الأبيض، حسب مسؤول كبير.

يرى مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية جيمس رايان أن تحول الموقف من عدمه له علاقة كبيرة بالوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، في ظل حملة الرئيس الديمقراطي للفوز بولاية جديدة في نوفمبر 2024.

وأكد رايان أن هناك ضغوطا كبيرة على إدارة بايدن من داخل حزبه ومن قاعدته.

لكنه يضيف أن هذا الوضع يعكس اعترافا ضمنيا بمحدودية قدرة الولايات المتحدة على التأثير على الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.