ابحث مع مجلس الأمن.. ماذا نُسمي "وقف إطلاق النار"؟

بعد تأجيلات متتالية، من المنتظر أن يصوت مجلس الأمن على مشروع قرار جديد اقترحته دولة الإمارات هدفه "تحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة".

وتدعو النسخة الأخيرة من مشروع القرار الذي اطلعت عليها وكالة فرانس برس وما زال من الممكن تعديلها، إلى "وقف عاجل للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية على نحو آمن ومن دون عوائق، وإلى اتخاذ تدابير عاجلة من أجل وقف دائم للأعمال القتالية".

تلك الصياغة تعتمد مقاربة أخف لهجة من النسخة السابقة التي دعت إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية".

وكما هو الحال مع النصوص السابقة التي رفضتها إسرائيل والولايات المتحدة، فإن مشروع القرار الأخير لا يذكر حركة حماس بالاسم، ويدين من ناحية أخرى "جميع الهجمات العشوائية ضد المدنيين" و"جميع الأعمال الإرهابية"، ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن.

ولكن نتيجة التصويت تظل غير مؤكدة نظرا لتعقيد المفاوضات.

تعارض إسرائيل والولايات المتحدة فكرة "وقف إطلاق النار"، ومن ثم أصبحت صياغة الدعوة إلى وقف المعارك هي محور الانقسامات في المجلس منذ أكثر من شهرين، ما بين "توقف" أو "هدنة" أو "وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية".

بين السياسيين والدبلوماسيين، تستخدم مصطلحات أخرى أيضا كـ"وقف إطلاق النار المستدام" و"التهدئة الفورية ووقف إطلاق النار"، وكذلك "الإنهاء المتبادل والدائم للعنف".

إلا أن المصطلحات غير محددة التعريف لا تُستخدم من قبل السياسيين بشكل عشوائي.

وفقا لتقرير نشرته مجلة بوليتيكو، يفضل الساسة استخدام مصطلحات غامضة أو فضفاضة لهدفين، الأول هو الدعوة لبعض من مظاهر السلام في الشرق الأوسط، أما الآخر فهو عدم تنفير إسرائيل.

في الوقت ذاته يمكن لتلك المصطلحات أن تتسبب في إرباك غير المتخصصين أو الجماهير بشكل عام، خاصة في ضوء عدم وجود تعريف دولي متفق عليه لـ"وقف إطلاق النار".

بعض الشخصيات السياسية والدبلوماسية دعت على طريقتها الخاصة لوقف القتال، وأرفقت ما استخدمته من تعبيرات بتعريفات خاصة.

على سبيل المثال دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى "وقف مستدام لإطلاق النار" في مقال مشترك.

وأوضح المقال أن الثنائي يستهدف وضع "نهاية طويلة الأمد للقتال" وجاء في المقال: "لا يمكن أن يكون هدفنا مجرد إنهاء القتال اليوم. يجب أن يدوم السلام لأيام وسنوات وأجيال".

أما النائبة الديمقراطية ديانا ديجيت، فقد أكدت أنه على بلادها أن تضغط على إسرائيل وحماس للوصول إلى "نهاية متبادلة ودائمة للعنف"، تلك النهاية من المفترض أن تشمل وقف كل القتال، والإفراج عن "الرهائن"، وإيصال المساعدات الإنسانية لغزة.

كالعادة، يتوقف الأمر على موقف الولايات المتحدة، بالتحديد متى تُرفع اليد خلال جلسة التصويت.

ويقول ريتشارد غوان، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، لوكالة فرانس برس: "الجميع ينتظر ليرى ما ستقرر الولايات المتحدة فعله. يبدو أن حتى الدبلوماسيين الأميركيين لا يعرفون كيف سينتهي كل هذا".

وأضاف: "في نهاية المطاف، سيكون أمام بايدن والمقربين منه خيار صعب، إما التعرض لمزيد من الضرر الدبلوماسي باستخدام حق النقض مرة أخرى، وإما المخاطرة بإبراز الخلاف إلى العلن مع إسرائيل من خلال السماح بتمرير القرار".

قال بايدن مؤخرا إن إسرائيل تخاطر بفقدان دعم المجتمع الدولي بسبب قصفها "العشوائي" لقطاع غزة.