لماذا يتظاهر أرجنتينيون ضد "المنشار الكهربائي"؟

عيناك لا تكذب، فمظهر مايلي عصري وشاب بعيدا عن الصورة النمطية لرجال السياسة، بل أقرب إلى أن يكون نجم روك.

وهو كذلك بالفعل، ففي شبابه اعتاد العمل مغنيا رئيسيا في فرقة تعيد تقديم أغنيات فريق الروك رولينغ ستونز. اعتاد لعب كرة القدم أيضا، لكن الاقتصاد جذبه في الثمانينيات على ضوء موجات التضخم الكبيرة.

حصل على درجتي ماجستير، وبدأ حياة عملية متباينة وطويلة، تماما كالتباين بين غناء الروك ولعب كرة القدم.

عمل مايلي في قطاع البنوك، ومستشارا اقتصاديا، وكبير اقتصاديين، وأستاذا جامعيا، حتى إنه عمل مستشارا لأحد جنرالات الحرب في الأرجنتين، بحسب الموسوعة البريطانية.

هناك حلقة وصل بالطبع، مرحلة انتقالية بين صورتي رجل الظل والسياسي، تلك المحطة كانت شاشة التلفزيون.

اعتاد مايلي الظهور في البرامج التلفزيونية بوصفه محللا أو ناقدا اقتصاديا، عبر ذلك المنبر تمكّن الرئيس الحالي من تمرير آرائه الاقتصادية وانتقاداته اللاذعة للطبقات الحاكمة، وذلك جذب آلاف المتابعين.

على الشاشة الصغيرة أيضا، تمكّن من ترسيخ صورة ذهنية غير تقليدية لذاته، عبر مواقفه الطريفة، ودعابته اللاذعة، ونماذجه غير التقليدية.

فماذا فعل ليعبر عن سخطه من سياسات البنك المركزي؟ حطم لُعبة بنياتا تمثل البنك المركزي.

في مرة أخرى ارتدى زي بطل خارق لدولة بلا ضرائب، وانطلق في نوبة غناء أوبرالي عارض فيها ما يراه "مخاطر الاقتصاد الأرجنتيني".

تماما مثل الطلاب الذين يبحثون عن عملهم الأول، هكذا تبدو سيرة خافيير مايلي الذاتية، بضع سنوات فقط من العمل السياسي، بدأت في العام 2021، عندما انتُخب لعضوية الكونغرس الأرجنتيني، كان ذلك عن حزبه المعروف باسم "تقدم الحرية".

خلال بضعة أعوام، صعد الموظف الصغير في عالم السياسة إلى مقعد المدير التنفيذي، عندما انتُخب لمنصب الرئيس وحصد نسبة 56% من الأصوات، مقابل 44% لمنافسه سيرجيو ماسا.

كيف إذن تمكنت سيرته الذاتية المقتضبة من جذب الأصوات؟

يعتقد محللون أن الأمر يتعلق بالأزمة الاقتصادية القاسية التي تعيشها الأرجنتين منذ عامين، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية، إذ يسعى الناخبون في محاولة "يائسة" للبحث عن شيء جديد، "مقامرة" كما يصفون قد تُسفر عن مستقبل مشرق مع العديد من الأعراض الجانبية السلبية.

صورة خافيير مايلي يستخدم منشارا كهربائيا، انتشرت إبان حملته الانتخابية.

والأمر متعلق بقائمة وعوده الانتخابية، فعلى سبيل المثال، قال مايلي إنه يخطط لاستبدال العملة المحلية بالدولار الأميركي، وفقا لوكالة فرانس برس، تلك هي الطريقة الوحيدة من وجهة نظر السياسي لمنع طباعة النقود.

يريد مايلي أيضا التخلص من البنك المركزي.

أما المنشار الكهربائي فمرتبط بوزارات الدولة، إذ يعتقد الرئيس أنه سوف يبلي حسنا ما إذا قلّص عدد وزاراته.

أما الوزرات المرشحة للاجتثاث عبر المنشار الكهربائي، فهي الصحة والتعليم.