"السجن 50 عاما بالخطأ".. ما ضريبة اللون الأسود في أميركا؟

تُعد قضية سيمونز هي أطول فترة سجن ظالمة، معروفة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، واعتمدت على شهادة زور من أحد الشهود، قبل ظهور شهود جدد يثبتون براءة سيمونز.

وعلى الرغم من ضياع 50 عاما من عمره، أعرب سيمونز عن صموده، وحث الآخرين على الإيمان بإمكانية تحقيق العدالة، قائلا: "إنه درس في المثابرة. لا تدع أحدا يخبرك أن البراءة لا يمكن أن تحدث".

أدين سيمونز ومتهم آخر، دون روبرتس، في عام 1975 وحُكم عليهما في البداية بالإعدام، قبل تخفيض الحكم إلى السجن مدى الحياة في عام 1977.

وقال محامي الدفاع جو نوروود، الأربعاء 20 ديسمبر، إن الحكم يجعل سيمونز مؤهلا للحصول على تعويض يصل إلى 175 ألف دولار من الولاية عن الإدانة الخاطئة، ويفتح الباب أمام دعوى قضائية اتحادية ضد أوكلاهوما سيتي وجهات إنفاذ القانون المتورطة في اعتقال سيمونز وإدانته.

يقول نوروود، إن الحصول على التعويض المالي، من المحتمل أن يستغرق سنوات.

ويعيش سيمونز حاليا على التبرعات في ظل خضوعه لعلاج السرطان الذي تم اكتشافه بعد إطلاق سراحه من السجن في يوليو 2023.

في عام 1989، أدى مقتل كارول ستيوارت في بوسطن إلى اتهام رجلين أسودين بالخطأ، هما آلان سوانسون وويلي بينيت.

وأصدرت عمدة المدينة ميشيل، اعتذارا رسميا، اعترفت فيه بالألم الذي لحق بهؤلاء الأفراد وعائلاتهم، في 20 ديسمبر.

وكشفت القضية عن حملة منظمة تستهدف الرجال السود في حي ميشن هيل وخارجه. على الرغم من عدم وجود دليل يربط الرجال بالجريمة، فإن التصرفات العنصرية للشرطة أدت إلى تفاقم التوترات العنصرية في المدينة.

واعترف مفوض شرطة بوسطن مايكل كوكس بإخفاقات الإدارة، مشددا على المعاملة الظالمة وغير العادلة والعنصرية والخاطئة التي تعرّض لها سوانسون وبينيت.

أما القاتل الحقيقي لكارول ستيوارت فكان زوجها تشارلز.

قال تشارلز ستيوارت، إن رجلا أسود اقتحم سيارتهما، في حين كان الزوجان يغادران أحد مستشفيات الولادة في عام 1989، وأمرهما الرجل بالقيادة إلى حي ميشن هيل بالمدينة وسرقهما قبل إطلاق النار على كارول ستيوارت في رأسها.

ماتت كارول في صباح اليوم التالي في مستشفى الولادة نفسه، ولم يبق الجنين على قيد الحياة بعد ولادته بعملية قيصرية سوى 17 يوما فقط.

وفي 4 يناير 1990، أوقف تشارلز ستيوارت سيارته على أحد الجسور في مدينة بوسطن وقفز منتحرا.

الآن، يطالب كل من أفراد عائلة بينيت وسوانسون بالتعويض. يقول الأخير: "أحتاج فقط إلى بعض التعويض المالي عن كل المشكلات والألم الذي ما زلت أعاني منه".

في ولاية مينيسوتا، أثار إطلاق سراح الضابطة السابقة، كيمبرلي بوتر، يوم 20 ديسمبر، مخاوف بشأن تحميل الشرطة مسؤولية أفعالها. وذلك لأنها قضت 16 شهرا فقط من حكم بالسجن لمدة عامين بتهمة إطلاق النار على داونتي رايت.

استخدمت بوتر بندقيتها بدلا من مسدس الصعق في أثناء توقف حركة المرور، ما أدى إلى وفاة الرجل الأعزل. وأثار إطلاق النار مظاهرات عنيفة في وسط بروكلين.

حدث ذلك على بُعد أميال قليلة شمال المكان الذي كان فيه ديريك شوفين، ضابط شرطة مينيابوليس السابق، يُحاكم في الوقت نفسه بتهمة قتل جورج فلويد، الرجل الذي أثار حادثة مقتله عام 2020 في أثناء اعتقاله احتجاجات في المدن الأميركية بشأن العنصرية والشرطة.

كانت حركة حياة السود مهمة (Black Lives Matter)، التي اكتسبت شهرة كبيرة ردا على حوادث عنف الشرطة، بمثابة القوة الدافعة وراء الاحتجاجات على مستوى الولايات المتحدة.

دعا النشطاء إلى وضع حد للعنصرية المنهجية ووحشية الشرطة والقتل الظالم للأفراد السود. تطالب الحركة بتغييرات جوهرية في الشرطة ونظام العدالة الجنائية.

على سبيل المثال، تم تقديم قانون جورج فلويد للعدالة في الشرطة في مجلس النواب الأميركي في عام 2020.

يهدف القانون إلى تحقيق إصلاحات مثل حظر أساليب الخنق وأوامر عدم الضرب، ومساءلة أفراد الشرطة.

تختلف الأحكام الرئيسية في قوانين التعويض عن الإدانة الخاطئة من ولاية إلى أخرى:

• ينص قانون التعويضات الفيدرالي على دفع ما لا يقل عن 50 ألف دولار مقابل السنة الواحدة من السجن غير المشروع.
• توفر 35 ولاية قوانين للتعويض عن الإدانة الخاطئة بقيمة 50 ألف دولار أو أكثر مقابل السنة الواحدة في السجن.
• تقدم واشنطن العاصمة 200 ألف دولار، مقابل السنة الواحدة من السجن الخاطئ.

وفي حالة الأشخاص الذين ثبتت براءتهم يوم 20 ديسمبر:

• ينص قانون أوكلاهوما، حيث أدين غلين سيمونز، أنه يحق للشخص المدان خطأ الحصول على 175 ألف دولار مقابل كامل فترة سجنه غير المشروعة.

• ينص قانون ولاية ماساتشوستس، حيث أدين آلان سوانسون وويلي بينيت، على تعويض قدره مليون دولار كحد أقصى، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على خدمات مساعدة نفسية وطبية وتعليمية.