حرب أميركية صينية في 2026؟ سيناريو من خبراء عسكريين

يبدأ السيناريو بتوقع فوز مرشّح الحزب التقدمي الديمقراطي للانتخابات الرئاسية التايوانية، في يناير 2024، ليواصل الرئيس التايواني الجديد سياساته الرامية للاستقلال بالكامل عن الصين، وفي تلك الأثناء يستمر النمو الاقتصادي لدى الأخيرة في التباطؤ، ليصل إلى حد الركود، وتصل البطالة بين الشباب إلى 20%.

وتتخذ الحكومة الصينية، برئاسة الرئيس شي جين بينغ، إجراءات أكثر استبدادية وقمعاً مع سيطرة داخلية أكثر إحكاماً، وتصوّر الصين نفسها على أنها ضحية للعدوان الدولي لتغذية الأعمال العدائية المتزايدة في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي ضد تايوان والولايات المتحدة.

وخارج المحيط الهادئ، تشمل الجهود الصينية تسليح وتشجيع العدوان الروسي في أوروبا، وإقامة تحالفات مع روسيا وإيران، وتوسيع نطاق الوصول طويل الأمد في أفريقيا وأميركا الجنوبية.

وتتزايد بعدها الحوادث والمناوشات بين السفن والطائرات العسكرية الصينية وتلك التابعة للولايات المتحدة واليابان وتايوان طوال 2025، وفي أواخر 2025 يقع تصادم بين سفينة تابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي، ومدمرة للبحرية الأميركية، في مضيق تايوان، وتقع خسائر بين الجانبين، ثم تنطلق شرارة الحرب بين الولايات المتحدة والتنين الصيني.

وفي 2026 ودون سابق إنذار، تعلن الصين بدء عملية لاستعادة وحدة الصين الكبرى، وسرعان ما يسيطر جيش التحرير الشعبي على جميع جزر تايوان البحرية، وجزر بينجوس، والثلث الجنوبي من تايوان، بما في ذلك ميناء كاوشيونغ.

تم إغلاق شبكات الكهرباء والاتصالات في تايبيه بسبب مجموعة من الضربات السيبرانية والحركية، وتم تحييد القوات الجوية والدفاعات الجوية في تايوان، وسط سيطرة صينية على الجزيرة، يُكمل السيناريو.

حكومة تايوان مختبئة، وعلى الأرجح منتشرة في منشآت محصنة. كما أن قدرتها على قيادة قواتها والسيطرة عليها ضعيفة، بالإضافة إلى أن اتصالاتها مع العالم الخارجي محدودة، وفق التصوّر نفسه.

الكابتن بيل هامبلت، ضابط الاستخبارات البحرية السابق، ونائب الرئيس التنفيذي في المعهد البحري الأميركي، يؤكد أن سيناريو "حرب عام 2026"، وهو عرض قوي لما يمكن أن يستلزمه الصراع بين تايوان والولايات المتحدة من جهة، وبين الصين من جهة أخرى.

وأشار إلى أن المعهد طلب من كبار الخبراء، في مجالات الحرب الرئيسية والوظائف الداعمة، أن يصفوا كيف سيخوضون الحرب، لبحث معالجة أي مشكلة مستقبلية قد تواجه القوات الأميركية في حربها للدفاع عن تايوان.

ولفت المسؤول العسكري الأميركي السابق في البحرية الأميركية، إلى أن التقدير الثابت لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية، بأن الصين ستحاول الهيمنة على تايوان قبل 2050، مضيفاً أن قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأدميرال البحري فيل ديفيدسون، حذّر خلال إفادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ من أن "تايوان أحد طموحات الصين قبل 2050".

يفترض السيناريو أسوأ تصوّر ممكن، إذ يُحيّد الجيش الصيني من خلال الهجمات الصاروخية الباليستية وصواريخ كروز السريعة، القوة الجوية الأميركية الخامسة في اليابان، ما أدى إلى تدمير معظم طائرات القوات الجوية الأميركية على الأرض في كادينا وميساوا وإلحاق أضرار جسيمة بالمطارات والبنية التحتية الداعمة.

كما يتسبّب الهجوم الصيني على المنشآت البحرية الأميركية في يوكوسوكا وساسيبو بأضرار جسيمة، في حين تتعرّض سفن الأسطول السابع الأميركي في هذه الموانئ للغرق أو لأضرار بالغة، بما في ذلك سفينة القيادة يو إس إس بلو ريدج (LCC-19)، وحاملة الطائرات يو إس إس جورج واشنطن (CVN-73) ومقتل قائد الأسطول السابع، لتصبح قوة المشاة البحرية معزولة في أوكيناوا مع انخفاض وسائل النقل.

وتوقع السيناريو ألا تستهدف الهجمات الصينية الأولية قوات الدفاع الذاتي اليابانية بصورة مباشرة، لكن الهجمات على القوات الأميركية المتمركزة في اليابان تولد أضراراً جانبية على قوات الدفاع الذاتي اليابانية وتقتل المدنيين.

وتعلن اليابان حالة طوارئ دفاعية وتتشاور مع الولايات المتحدة بشأن الخطوات التالية، وبعد مداولات داخلية مستفيضة وفي مواجهة المظاهرات السلمية في المدن الكبرى، استحضرت حكومة اليابان فقرات الدفاع الواردة في المعاهدة الأمنية مع الولايات المتحدة، لتدخل سفن قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية إلى المعركة.

كما تهاجم الصين المنشآت العسكرية الأميركية في جزيرة غوام بسلسلة من صواريخ كروز بعيدة المدى، والصواريخ الباليستية، والهجمات السيبرانية.

في تلك المرحلة، يتوقع الخبراء أن تتمثل الأهداف التشغيلية الأولية للولايات المتحدة في حماية الساحل الغربي لأميركا وموانئ الإنزال البحرية والجوية، والدفاع عن غوام وهاواي لحماية خطوط الاتصال البحرية إلى هاواي، ونشر قوات الدفاع الصاروخي والحرب المضادة للغواصات لدعمها، على أن تعطي العمليات اللاحقة الأولوية لضمان الاتصال البحري والجوي مع اليابان وأستراليا والفلبين وكوريا الجنوبية.

وبعد ذلك يتم تأجيل استعادة الأراضي التي تسيطر عليها الصين في تايوان في الوقت الحالي، على أن تتضمن الأوامر للقوات الأميركية باستهداف القوات الصينية التي تحاصر تايوان وتغزوها إلى أقصى حد ممكن.

وتنتقل بعض القوات الجوية والبحرية إلى المحيط الهادئ من أوروبا والمحيط الأطلسي، لبدء استدعاء احتياطي ضخم.

يتصور السيناريو، أن القتال بين القوات الصينية والأميركية سيمتد إلى سنوات، وسيتكون من خمس مراحل (القتال الأولي، والتعافي، والاستيلاء على المبادرة، والحملة الطويلة، وإنهاء الحرب)، وفي ذلك الوقت أصبحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الآن في المرحلة الثانية: التعافي.

وسرعان ما أصبح العنصر المركزي في الحرب هو التنافس على السيطرة على المداخل البحرية للصين وخطوط الاتصال البحرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وهذا ينقل الحرب إلى الشاطئ عند النقاط الرئيسية، مع حملات المناورة البرية والبحرية للسيطرة على السواحل والمضائق والجزر، ما يؤدي إلى عمليات للقوات البرية على الشاطئ على نطاق واسع، جنباً إلى جنب مع القوات المشتركة.

وفي تلك الأثناء، يحذّر السيناريو أن قوة الردع سوف تصبح ذات أهمية حيوية في تجنب التصعيد العنيف والهجمات الاستراتيجية، إذ يُؤخذ في الاعتبار خطر الأسلحة النووية والأسلحة ذات التأثير الشامل، بما في ذلك في الفضاء والمجالات السيبرانية.

يذهب السيناريو بعيداً، بالإشارة إلى إمكانية استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في البحر وعلى الشاطئ.

ويدعو السيناريو المخططين الأميركيين للأخذ في الاعتبار احتمال وجود مثل هذه الأسلحة، والديناميكيات غير المؤكدة للردع النووي المتعدد الأطراف، وتأثير استخدامها على القوات الأميركية وحلفائها.

يتوقع السيناريو أن تكون الحرب جزءاً من المنافسة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والصين، كما يتوقع ألا تكون هناك حرب ثنائية القطب بين الولايات المتحدة والصين، وإنما ستكون حرباً "مشتركة"، يؤدي فيها الحلفاء والشركاء والوكلاء والأطراف الثلاثة أدواراً رئيسية على كلا الجانبين، لكنه توقع انتصار الولايات المتحدة وحلفائها في النهاية.

وعلى الجانب الآخر تعمل الصين بصورة واضحة على تفكيك التحالفات التي تقودها الولايات المتحدة. وقد لاقت جهودها العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية بعض النجاح.

وإذا لم يتم التصدي لهذه الاستراتيجية، فهناك احتمال حقيقي بأن تضطر الولايات المتحدة إلى القتال دون دعم كامل من الحلفاء، مثلما فعلت بريطانيا العظمى ضد ألمانيا قبل عام 1942.

جدير بالذكر أن هذا السيناريو أعدّه كل من اللفتنانت كولونيل بريان كيرج، من مشاة البحرية الأميركية، والكابتن بيل توتي، من البحرية الأميركية (متقاعد)، والكابتن سكوت تايت، من البحرية الأميركية (متقاعد)، الكوماندر أنتوني لافوبا، من البحرية الأميركية، والأدميرال ساندي وينفيلد، من البحرية الأميركية (متقاعد)، والكوماندر جراهام سكاربرو، من البحرية الأميركية.