بين الترويع والبحث.. ماذا تفعل الكلاب بصحبة الجنود الإسرائيليين؟

حسنا، هل تذكر حادث مقتل ٣ أسرى إسرائيليين بنيران صديقة في قطاع غزة؟ بدأت القصة مع كلب، أرسلته القوات الإسرائيلية لتفقد أحد المباني التي سيطرت عليه حماس في أثناء مواجهة بين المقاتلين والقوات الإسرائيلية.

أُطلقت النيران على الكلب وقُتل، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إلا أنه أصبح شاهدا في قضية مقتل الأسرى الثلاثة حتى بعدما فارق الحياة، فيظهر تسجيل بعض المعدات التي حملها الكلب إلى داخل المبنى أصوات استغاثة من أحد هؤلاء الأسرى.

وظلت تلك الأدلة دفينة داخل معدات التسجيل إلى أن استعادتها القوات الإسرائيلية بعد بضعة أيام، كان الوقت قد فات بالنسبة للأسرى الثلاثة.

عوكيتس هي إحدى وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، ويضطلع جنودها بقيادة قوات المشاة والوحدات الخاصة في المعارك، وفقا لموقع وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وتحظى الكلاب بالمكانة والتكريم تماما كالجنود في الوحدة، فتقام احتفالات لتأبينها ما إذا سقطت في المعارك، ويبذل الضباط جهودا لمحاولة الحفاظ على حياة الكلاب وإجلائها من ساحة المعركة ما إذا أُصيبت.

خلال الحرب القائمة في قطاع غزة يزداد الاعتماد على الوحدة أيضا، فالأنفاق عادة ما تطؤها أقدام الكلاب الصغيرة قبل الجنود، كما تستخدم كلاب وحدة عوكيتس في البحث عن المتفجرات والأفخاخ، وفقا لتقرير أعدته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

إلا أن استخدام الجيش الإسرائيلي للكلاب يثير الجدل والانتقادات منذ أعوام، ففي مقال نُشر على صحيفة هآرتس في العام 2015، انتقد أستاذ القانون في جامعة حيفا، إيمانويل جروس، استخدام جنود الجيش الإسرائيلي الكلاب للقبض على مراهق فلسطيني في الضفة الغربية.

وفي مقاله شرح جروس، أن هناك استخدامات مبررة ومفهومة للكلاب في المعارك كتتبع المتفجرات وتأمين القواعد العسكرية أو البحث عن الناجين تحت الأنقاض، لكنه اعتبر إلقاء القبض على الأشخاص باستخدام الكلاب المدربة، غير مبرر قانونيا أو إنسانيا، وأضاف أن مثل هذا السلوك يعود لـ"الأنظمة المظلمة".

وقال: "المجتمع الذي لا يحترم كرامة الإنسان. هو مجتمع غير صالح، يفقد بوصلته وضميره".

خلال الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر، تتردد الاتهامات ذاتها للقوات الإسرائيلية، إذ يُعتقد أنها تستخدم الكلاب لترهيب الأفراد.

وقال رئيس قسم الأطفال في مستشفى كمال عدوان بقطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي أطلق الكلاب على المستشفى في أثناء هجومه عليه، مطالبا بتحقيق دولي في الأمر.

كما أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن الجنود الإسرائيليين يستخدمون الكلاب لترهيب النساء في أثناء عمليات التفتيش في الضفة الغربية.