سياسة
.
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أن الاستخبارات الأميركية تواجه صعوبة كبيرة في تجنيد جواسيس داخل الصين، منذ أن تمكنت بكين من تفكيك شبكة عملاء تخابروا لصالح واشنطن، قبل نحو عقد من الزمن.
وبحسب المصدر، فإن السلطات الصينية أوقفت نحو 20 من عملاء أميركا الذين اخترقوا مؤسسات كبرى في البلد الآسيوي، ومن بينهم مسؤولون بارزون، فاعتُقل بعضهم، وقيل إن آخرين تم إعدامهم.
منذ ذلك الحين، تجد الولايات المتحدة صعوبة في إقامة شبكات تجسس جديدة للحصول على معلومات بشأن ملفات حساسة، سواء في الدائرة الضيقة للرئيس شي جين بينغ، أو بشأن ما يجري ترتيبه في بكين لإدارة ملف تايوان.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت الصين القبض على مواطن يعمل في مؤسسة عسكرية بتهمة التجسس لصالح وكالة الـ"سي آي إيه"، موضحة أنه تم تجنيده عندما سافر إيطاليا ليقوم مسؤول أميركي باستقطابه بعدما أغراه بالمال.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي، لم يجر الكشف عن اسمه، وقالت إنه اطلع على وثائق سرية، أن الاستخبارات الأميركية لا تعرف حاليا ما يدور في رأس الصين بشكل نهائي، والسبب هو غياب العملاء على الأرض.
وما يزال العنصر البشري ذا دور حيوي وحاسم في العمل الاستخباراتي، رغم التقدم التكنولوجي الكبير الذي أتاح صور الأقمار الاصطناعية ورصد المكالمات وعمليات القرصنة.
في حالة الحرب الروسية الأوكرانية، مثلا، تقول صحيفة "ذا هل"، إن الأقمار الاصطناعية كانت قادرة على رصد تحركات الجيش الروسي وحشد قواته ليقترب من أوكرانيا، وتلك المعلومات المبكرة أتاحت التحرك وتحذير بوتين من مغبة بدء الحرب.
ويبرز هذا التحدي الاستخباراتي، بينما يجد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بورنز، نفسه، منهمكا في أكثر من ملف، فهو منشغل بجبهتي أوكرانيا وغزة، فيما يحتاج إلى مواكبة الصين التي يجري النظر إليها في واشنطن بمثابة أكبر خطر محدق بالأمن القومي الأميركي.
وتلوح هذه العقبة أمام واشنطن، بينما يتقوى التحالف بين موسكو وبكين، منذ أن بدأت روسيا عمليات عسكرية في أوكرانيا المجاورة في فبراير ٢٠٢٢.
وتحدث تقرير في "بيزنس إنسايدر" عن توجه روسيا والصين نحو إقامة تحالف عسكري، يقال إنه يستفيد من القلاقل التي يشهدها العالم، فيما ألفت واشنطن حالة التفوق والانفراد بالقرار الدولي بعد انتهاء الحرب الباردة، وهو وضع استراتيجي لم يعد قائما.
وتثار هذه المخاوف لدى واشنطن، رغم إبقاء الصين مسافة بينها وبين حرب حليفها بوتين، وذلك، تفاديا لأن تخسر اقتصاديا، بسبب العقوبات التي يلوح بها الغرب ضد كل من يغذي "آلة الحرب الروسية".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة