قنبلة تحت الطاولة.. كيف تحارب إيران بـ"الأنيميشن"؟

في مقطع الفيديو القصير، يظهر نتنياهو جالسا في غرفة عمليات عسكرية ومن حوله القادة بملابسهم الرسمية، يشاهدون عروض بيانات على شاشات أمامهم.

يقترب الأنيميشن أكثر وأكثر حتى تملأ الكادر قنبلة مستقرة أسفل مقعد نتنياهو بالضبط.

بعد انتهاء العرض الذي نشره الحرس الثوري الإيراني بحسب موقع نيوزويك، تظهر على الشاشة كلمات تحذيرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي "اعتن بنفسك".

ولكن تلك ليست المرة الأولى التي تنشر فيها إيران أو وسائل إعلامية مرتبطة بها مقاطع أنيميشن تهديدية، إذ يبدو أن إيران تعمد إلى تحويل رغباتها صعبة المنال إلى واقع عن طريق الرسوم المتحركة.

تستخدم إيران التقنية ذاتها في أغراض الرثاء والتوثيق والتعبير عن الغضب.

وثقت إيران عبر الأنيميشن انتقامها لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي استُهدف في هجوم على موكبه في بغداد، يناير من العام ٢٠٢٠.

قدمت إيران رثاء عاطفيا لقائدها عن طريق مقطع أنيميشن بثته وكالة فارس الإيرانية في الـ ١١ من فبراير من العام ٢٠٢٠، أي بعد أسابيع من مقتله، حسب ما رصدت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، عُرف الفيلم القصير باسم "انتقام قاسٍ".

يظهر في الفيلم موكب سليماني أثناء مغادرته مطار بغداد، بينما تطير على مسافة منه مسيرة أميركية تُطلق ثلاثة صواريخ تتبع سيارته.

في اللقطات التالية، تظهر حشود في ميادين إيرانية، تحمل صور قاسم سليماني وتندد بالولايات المتحدة وتطالب بالانتقام.

عند تلك اللحظة يبدأ الجزء الثاني من الفيلم، الذي توثق فيه إيران هجومها على قاعدتي عين الأسد وأربيل في العراق، حيث تمركزت قوات أميركية، وذلك بعد ٥ أيام فقط من مقتل سليماني.

وقع الهجوم في الثامن من يناير، ويعتقد أن إيران أطلقت على القاعدة التي تضم الجنود الأميركيين ما يزيد عن ١٢ صاروخا، نتج عنه إصابة أكثر من ١٠٠ جندي أميركي.

في فبراير من العام ٢٠١٤ كانت إيران على بعد عام واحد من إتمام اتفاقها النووي مع الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا.

ذلك لم يمنعها من بث مقطع أنيميشن تهديدي، بعنوان "هولوكوست".

تدور أحداث الفيلم القصير في عالم موازٍ، ترفض فيه إيران الخضوع للشروط الدولية، فتقرر الولايات المتحدة وحلفائها الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.

خلال الأحداث تظهر عشرات الطائرات المقاتلة الأميركية والإسرائيلية متوجهة إلى إيران، لكنها تعود مهزومة.

وأخيرا، تنتصر القوات الإيرانية وتحلق طائراتها المقاتلة فوق إسرائيل، فيما يظهر انفجارا نوويا.

انتهى الفيلم دون أن تقدم إيران إجابة نهائية على سؤال، هل تتعرض في العالم الموازي لهجوم نووي أو تقوم به؟