حوافز إسرائيلية مغرية.. "اسكن قرب غزة لتصبح غنيا"

جوهر مشروع القرار المكون من 14 صفحة هو الفصل المتعلق بالضريبة العقارية والمزايا الضريبية للمقيمين في الكيبوتسات القريبة من غزة. حيث ينص هذا الفصل على إعطاء منحة تتراوح بين 200 ألف شيكل ومليون شيكل لكل شخص ينتقل للمدن القريبة من قطاع غزة، وتحدد قيمة المنحة بناءً على قرب المكان من القطاع أو مدى الضرر الذي لحق بالمجمع السكني في السابع من أكتوبر.

مثلاً أي بلدة تم تعريفها على أنها بحاجة إلى "إعادة التأهيل"، يحق لكل شخص من سكانها الذين تركوها الحصول على منحة بمليون شيكل في حال العودة لها (275 ألف دولار). كما ويحق المبلغ نفسه لأي شخص يعود لكيبوتس أو بلدة تبعد عن غزة بنحو 4 كيلومترات أو أقل. أما المستوطنات الواقعة على بعد 4- 7 كيلومترات عن غزة، فتعطى للشخص العائد منحة بقيمة 400 ألف شيكل (110 آلاف دولار).

القانون يشمل أيضاً السكان الجدد، أي المواطنين الراغبين بالانتقال لأول مرة لتلك المناطق، ولكن بمنحة أقل. ففي البلدات المخصصة لإعادة التأهيل، تكون المنحة نصف مليون شيكل (137 ألف دولار) في حين تكون المنحة 300 ألف شيكل (82,7 ألف دولار) لمن ينتقل لكيبوتس أو بلدة على بُعد أقل من 4 كيلومترات من غزة، وإذا كانت تلك البلدة على بُعد 4- 7 كيلومترات من غزة، تصبح المنحة 200 ألف شيكل (55 ألف دولار).

الفصل الأول من مشروع القرار لإعادة إحياء كيبوتسات ومدن غلاف غزة يتعلق بتخليد ذكرى ما حدث وتنشيط السياحة للمنطقة.

يوجب القانون إنشاء موقع لإحياء ذكرى قتلى وجرحى هجوم 7 أكتوبر خلال سنتين من تاريخ نفاذ القانون.

ويخول وزير الداخلية بالتشاور مع رؤساء السلطات في المنطقة بتحديد موقع النصب التذاكري والموقع السياحي.

وفقاً للمسودة الأولية، يكرس القانون المقترح إعلان الحكومة إنشاء مستوطنة جديدة تسمى "أوفير" في المنطقة على اسم رئيس المجلس الإقليمي شعار هنيغف أوفير ليبشتاين الذي قُتل في هجوم السابع من أكتوبر. ويفصّل الاقتراح الميزانيات والآلية التي ستمكن من إقامة المستوطنة لتخليد ذكرى أوفير.

ليبشتاين سياسي إسرائيلي خدم في الجيش مسعفا ومدرسا في الهيئة الطبية، وتم تعيينه في عام 2017 رئيساً لاتحاد الصناعات الكيبوتسية الهادف لإنشاء المزيد من صناعة تكنولوجيا المعلومات في الكيبوتسات. وفي العام التالي، تم انتخابه رئيساً للمجلس الإقليمي شعار هنيغف.

وشعار هنيغف هي المنطقة المحيطة بغزة من الشمال الشرقي.

رئيس اللجنة المالية في الكنيست موشيه جافني هو من طرح مسودة القانون التي جمعت بسرعة كبيرة توقيع 56 عضو كنيست من مختلف أحزاب المعارضة والحكومة، باستثناء حزب الصهيونية الدينية والأحزاب العربية في الكنيست.

السبب في امتناع حزب الصهيونية الدينية على الرغم من وجوده في التحالف الحاكم هو أن رئيس الحزب ووزير المالية، السياسي المتطرف بتسلئيل سموتريش، يعارض القانون بشكله الحالي.

وتقول صحيفة يديعوت، إن وزارة المالية التي تسعى للسيطرة على الحدث والميزانيات، من المتوقع أن تعارض هذا القانون وتخلق صعوبات في طريقه، في حين سيحاول أعضاء الكنيست الذين وقعوا على الاقتراح، بمساعدة لجنة المالية، فرض تقدمه وإقراره.

يوجد اليوم نحو 270 كيبوتس منتشرا في جميع أنحاء إسرائيل. وتعني كلمة كيبوتس "التجمع" باللغة العبرية، وهي عبارة عن تجمعات استيطانية تعاونية زراعية في إسرائيل يتراوح سكان كل منها ما بين 100- 1000 نسمة، وتتمركز حول المزارع الجماعية، ولكن في العقود الأخيرة ازدهرت فيها الصناعات الحديثة والسياحة.

وأصبحت العمالة الأجنبية من دول شرق آسيا هي عصب الكيبوتسات في الوقت الحالي.

وتتهم منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش الكيبوتسات باستغلال العمالة الآسيوية وانتهاك حقوقهم وإساءة معاملتهم ومنحهم أجورا متدنية مقابل ساعات عمل طويلة، لدرجة أن تقارير عبرية وصفت الأمر بالعبودية الحديثة.

وسلطت الحرب الحالية الضوء على ما يتعرض له العمال الأجانب في الكيبوتسات من استغلال وانتهاكات، إذ قالت صحيفة الغارديان، إن معظم العمال الآسيويين غير قادرين على الخروج من البلاد بسبب إغراقهم في الديون، عبر إجبارهم على دفع ما يسمى "رسوم التوظيف".