"""حديقة حيوان رفح"" تعاني.. القرود تنفق والأسد يأكل خبزا"

المشهد في ساحة حديقة الحيوان غير مألوف، خيام بلاستيكية بالقرب من أقفاص وحظائر الحيوانات، ملابس معلقة كي تجف بين أشجار النخيل التي زُرعت لتزين الحديقة يوما ما.

أصوات القردة والببغاوات تطغى على كل شيء، لكنها لا تطغى على أصوات القصف المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وتقيم على إدارة حديقة الحيوان الخاصة عائلة جمعة، إلا أن أفراد تلك العائلة الممتدة ارتحلوا إلى حديقتهم مؤخرا، لا بغرض رعايتها، ولكن بغرض الفرار بعد أن دمر القصف منازلهم.

حيث أصبحت مدينة رفح تعج بالنازحين، وأضحت الشوارع والأراضي الخلاء مكتظة بمخيمات مؤقتة للاحتماء.

يقول عادل جمعة، الذي فر من مدينة غزة إلى رفح: "الكثير من العائلات محيت من السجل المدني. الآن؛ كل عائلتنا موجودة في هذه الحديقة".

يضيف: "أنا مش خايف لأن الحيوانات على الأرض أرحم بكثير من طائرات ودبابات العدو الإسرائيلي. الوجود بين الحيوانات أرحم بكثير من طائرات الاحتلال في السماء".

الحيوانات في الحديقة تعاني أيضا، فقد نفقت أربعة قردة وصار الخماس ضعيفا جدا، حتى إنه غير قادر على إطعام نفسه حين يتوافر الطعام، وذلك حسبما يصف أحمد جمعة مالك حديقة الحيوان.

يخشى جمعة كذلك على حياة شبلين يمتلكهما.

يقول جمعة إنه يحاول توفير وجبة كل أسبوع للأسود أحيانا.

يشرح: "أحيانا لا نستطيع توفيرها، يعني ممكن ندبر لهم خبز ناشف ننقعه في مياه. نحاول نخليهم على قيد الحياة. الوضع مأساوي".

أما أم الشبلين ففقدت نصف وزنها منذ بدء الصراع بعد أن صارت تحصل على حصص أسبوعية من الخبز بدلا من وجبات الدجاج اليومية.

يقول الطبيب البيطري للحديقة، سفيان عابدين، إن الحيوانات تمرض وتنفق كل يوم.

يضيف: "كل يوم نلاحظ حالات نفوق وجوع والضعف والأنيميا والمشكلات هاي بشكل رهيب. بالنسبة للأكل، مفيش أكل".

حذر تقرير لجنة مدعومة من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن غزة معرضة لخطر المجاعة، إذ يواجه جميع السكان مستويات من أزمة الجوع.

وأوقفت إسرائيل جميع واردات الغذاء والدواء والطاقة والوقود إلى غزة في بداية الحرب.

وعلى الرغم من أنها تسمح الآن بدخول المساعدات إلى القطاع، فإن الإمدادات تواجه عراقيل بسبب التدقيقات الأمنية واختناقات التسليم وصعوبة التحرك عبر الأنقاض في منطقة الحرب.

ويقول الكثير من سكان القطاع إنهم لا يأكلون كل يوم.