كيف علقت اليونيفيل بين إسرائيل وحزب الله؟

لا تبدو الجبهة الشمالية في إسرائيل مشتعلة تماما كقطاع غزة، لكنها لا تخلو من المناوشات والهجمات المتبادلة ما بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.

ومنذ بدء التصعيد عند الحدود، قتل أكثر من 160 شخصا في لبنان، نعى حزب الله 120 منهم على الأقل، وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 13 شخصا بينهم تسعة عسكريين.

على خلفية التطورات زادت القوات الفرنسية عدد دورياتها في المنطقة من أربع الى سبع يوميا، وفق ما يشرح النقيب بول، المسؤول عن العمليات في قاعدة دير كيفا.

ويقول بينما يمكن سماع أزيز طائرة استطلاع تحلق في الأجواء: "الوضع متوتر، ثمة قذائف تتساقط كل يوم ويمكن سماع دويها، نحن في أجواء حرب".

ويضيف: "ما كان يحدث سابقا، خلال ثلاث أو أربع سنوات، يجري حاليا في غضون أسبوع".

تأسست اليونيفيل بموجب قرار عن مجلس الأمن في مارس 1978 للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة.

وعزز القرار 1701 الذي أنهى حربا مدمرة خاضها حزب الله وإسرائيل عام 2006، من وجود القوة الدولية، وكلفها بمراقبة وقف إطلاق النار بين الجانبين.

وانتشر الجيش اللبناني بموجب القرار للمرة الأولى منذ عقود عند الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي".

وتعد القوات الفرنسية الموجودة في جنوب لبنان من بين أبرز القوى المشاركة في اليونيفيل، مع نشرها 700 جندي من بين نحو عشرة آلاف يشكلون عديد القوى الدولية.

ولم تبق قوات اليونيفيل بمنأى عن التصعيد، إذ تعرض مقراتها لنيران وسقوط قذائف، كما طال اعتداءان على الأقل دوريات تابعة لها خلال الأسبوع الماضي، في منطقة عملياتها قرب الحدود.

وطالبت القوة الدولية الخميس الماضي السلطات اللبنانية بالتحقيق في اعتداء قالت إن شبان بلدة الطيبة نفذوه ضد دورية تابعة لها، ما أسفر عن إصابة أحد عناصر الكتيبة الإندونيسية.

واعترضت مجموعة من الشبان في بلدة كفركلا الحدودية الخميس، دورية فرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتهم بعصا حديدية، من دون تسجيل إصابات، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان.

تريد فرنسا تجنب أي تصعيد عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهو ما يفسر زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ووزير الجيوش سيباستيان لوكورنو، لبنان لمرات عدة منذ 7 أكتوبر الماضي.

ونبه وزير الجيوش الفرنسي الإثنين في كلمة ألقاها أمام الجنود الفرنسيين في قاعدة دير كيفا، قبل أن يشاركهم مائدة الطعام احتفالا بحلول العام الجديد، إلى أن مهمة الكتيبة الفرنسية "يمكن أن تصبح خطيرة جدا".

وتابع: "سيكون دربنا مزروعا بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة".

وبحث لوكورنو وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، الإثنين أيضا مهمة قوة يونيفيل و"كيف يمكن الاستمرار في ممارسة المهمة في ضوء أوضاع متدهورة وكيف نحمي جنود الجيش اللبناني وعناصر يونيفيل في مهامهم".

ويأتي الحراك الفرنسي في وقت تضغط فيه إسرائيل لإبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من حدودها الشمالية.