هل كتبت إسرائيل "نهاية غير سعيدة" لرئيسة هارفرد؟

حسنا، ربما لم تكن لتسمع عن كلودين جاي في حال لم تكن أكاديميا، لحين جلسة استماع مثيرة للجدل في أوائل ديسمبر، أمام الكونغرس الأميركي، موضوعها معاداة السامية في الجامعات، بعد أن تزايد الاحتقان على خلفية القتال المندلع في قطاع غزة.

على منصة الشهود تجلس جاي رئيسة جامعة هارفرد، وإليزابيث ماغيل رئيسة جامعة بنسلفانيا، وسالي كورنبلوث رئيسة إم آي تي.

إجابات الأكاديميات الثلاثة لم ترق للنواب، ولم ترق لشرائح من الجماهير، إذ أن أيا منهن لم تُقر بشكل واضح أن دعوات "إبادة اليهود" في الحرم الجامعي قد تمثل انتهاكا لمدونات السلوك.

بعد الجلسة واجهت النساء الثلاثة موجات من الغضب والانتقادات الحادة، بسبب موقفهن.

إليزابيث ماغيل استقالت من منصبها بعد فترة وجيزة، خسرت المعركة وعادت إلى هيئة التدريس.

أما جاي فقاومت وجامعتها الانتقادات إلى أن تضمنت قائمة الاتهمات الموجهة إليها مزاعم أخرى، متعلقة بالسرقة الأدبية.

قد يبدو ذلك المشهد الأول الفعلي، في أكتوبر من العام الماضي، أرسلت صحيفة نيويورك بوست طلبا إعلاميا لجامعة هارفرد تطالبها فيه بالرد على مزاعم متعلقة بنماذج سرقة أدبية تخص أعمال رئيسة الجامعة المُعينة حديثا.

وبالرغم من أن الجامعة أنكرت الاتهامات المنسوبة للرئيسة عبر ذراعها القانوني، وهددت برفع دعوى تشهير، طالبت جاي شخصيا أعلى هيئة إدارية بالجامعة أن تُجري مراجعة مستقلة للمقالات التي وضعت الصحيفة الأميركية علامات استفهام حولها.

النتيجة النهائية لم تكن في صالح جاي تماما، إذ وجد أن هناك حالة توثيق غير كافية في مقالتين من المشار إليهم، بحسب موقع ذا هارفرد كريمزون كان ذلك في التاسع من ديسمبر، أي بالتزامن مع تصاعد أزمة جلسة الاستماع.

منذ ذلك الحين، بدأت اتهامات مختلفة تطارد جاي، فهي متهمة بعدم التصدي في محيط جامعتها لمعاداة السامية، وتواجه دعوات بالاستقالة، وعلى الإنترنت تطاردها أيضا اتهامات بالسرقة الأدبية، نشرها أول الأمر الناشط المحافظ كريستوفر إف روفو، ثم بدأت في الانتشار على موقع واشنطن فري بيكون.

وفي حين تقرر أن جاي لم تُشارك في سوء تصرف مهني أو بحثي، وأنها ستطلب تصحيح بعض أعمالها التي تضمنت استشهادات أو اقتباسات مفقودة بحسب صحيفة واشنطن بوست، تراكمت الاتهامات على عاتق جاي، وبحسب صحيفة النيويورك تايمز، وصل عدد الاتهامات بالسرقة الأدبية الموجهة لرئيسة الجامعة لحوالي ٤٠ اتهام.

في الخطاب الذي أعلنت فيه جاي استقالتها رسميا من منصبها في هارفرد، أشارت رئيس الجامعة السابقة إلى عامل آخر تظن أنه لعب دورا في الحملة الموجهة ضدها، وهو العنصرية.

فتقول جاي: "في خضم كل هذا، كان من المحزن أن يتم التشكيك في التزاماتي بمواجهة الكراهية والتمسك بالصرامة العلمية، وهما قيمتان أساسيتان بالنسبة لي، ومن المخيف أن أتعرض لهجمات وتهديدات شخصية يغذيها العداء العنصري".

لكنها أضافت أيضا أنها اختارت الاستقالة لتواجه هارفرد الأزمة أو "التحدي غير العادي" كما وصفته وهي تركز على المؤسسة، لا الأشخاص.

وأضافت: "تلك الأسابيع الماضية ساعدت في توضيح العمل الذي علينا القيام به لبناء هذا المستقبل، ومواجهة التحيز والكراهية في كل أشكالها، وبناء بيئة تعليمية نحترم فيها كرامة بعضنا البعض، ونعامل بعضنا البعض بالتعاطف، ونؤكد على التزامنا بالتحقيق المفتوح، وحرية التعبير في السعي وراء الحقيقة".