لماذا أثار "شارع فلسطين الأميركي" أزمة في ميشيغان؟

تقول هويدا عرّاف، المحامية والناشطة الأميركية من أصول فلسطينية، ومرشحة الكونغرس السابقة من ولاية ميشيغان، لبلينكس، إن هامترامك مثال على المدينة التي تنشط فيها الجالية العربية بشكل سلمي وفعال، حيث أن مجلس المدينة هامترامك وعمدة المدينة جميعهم مسلمون.

تشرح المحامية، أن القرار ربما كان سهلا مقارنة بمدن أخرى بسبب التركيبة الحالية لمجلس المدينة، على الرغم أنه لا يجب أن يكون الشخص عربياً أو مسلماً لكي يتضامن مع فلسطين.

تؤكد مرشّحة الكونغرس العربية السابقة، أن المدن الأميركية في ميشيغان وفي جميع أنحاء الولاية، كانت قد أصدرت دعوة لوقف إطلاق النار، خلال مناقشة قرار وقف إطلاق النار في ديترويت، حيث تحدّث مئات الأشخاص من جميع الانتماءات الدينية، بما في ذلك العديد من اليهود، وجميع المهن، وممثلي النقابات.

تشير عرّاف، إلى أنه رغم احتشاد اللوبي الداعم لإسرائيل لمحاولة إفشال القرار، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب الدعم الذي تمكن من بنائه نشطاء الجالية العربية، قائلة "هذا أمر ليس بالصعب عندما تكون الحقيقة والعدالة إلى جانبنا".

وشددت عرّاف في النهاية على أن المشهد السياسي في الولايات المتحدة آخذ في التغيير، وقد يتسارع الآن بسبب ما ترتكبه إسرائيل في غزّة، قائلة "يجب أن نستمر في المشاركة والبناء على هذا لفرض التغيير الذي نريد رؤيته".

بينما اعتمد قرار تسمية شارع فلسطين في المدينة بفارق صوت واحد، بعد أن صوّت أعضاء مجلس المدينة، محمد السوميري، ومحيط محمود، وأبو موسى ضد القرار.

قال أعضاء المجلس المعارضين للقرار، إن إعادة تسمية الشوارع بأسماء الدول التي تمر بأزمات لن يكون عملياً بالنسبة للمجلس، على الرغم من دعمهم لفلسطين.

يشرح عضو مجلس المدينة محيط محمود: "إطلاق اسم فلسطين على أحد شوارعنا لن يوصلنا إلى أي مكان. حيث تحدث الصراعات في كل مكان في العالم، وإذا قمنا بإحضار كل هؤلاء إلى هامترامك من خلال أسماء الشوارع، فلا أعرف مدى جدوى ذلك بالنسبة للمجتمع".

وكان قد حُذف قرار تسمية "شارع فلسطين" من جدول أعمال مجلس المدينة في 12 ديسمبر المنصرم، لكن عمدة المدينة عامر غالب أعاده للمناقشة، قائلاً إن "المجلس سيتعرّض لانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي لتجنّبه اتخاذ قرار".

وأضاف غالب "سيشعر الناس بخيبة أمل كبيرة. وعلى الجانب الآخر، لن تحصل على دعمهم مهما فعلت، لا أريد أن أرى في الأخبار أن مجلس مدينة هامترامك رفض تسمية شارع فلسطين. سيبدو الأمر سيئاً. سيبدو وكأننا لا ندعم فلسطين".

وأضاف العمدة "هذه هي آخر دولة في العالم لا تزال محتّلة. إنه الموضوع الأكثر سخونة والأكثر إلحاحاً الذي يحدث الآن".

وتعرّض مجلس المدينة لانتقادات كبيرة بسبب موافقته على قانون "حياد العَلَم"، الذي يحظر رفع الأعلام على ممتلكات المدينة لأسباب دينية أو عرقية أو غيرها، حيث نظر المنتقدون إلى هذا الإجراء على أنه مناهض لمجتمع المثليّين في المدينة.