إسرائيل "في أزمة نفسية".. لماذا يهاجر الأطباء المختصون؟

توجه الأطباء النفسيون غربا، إلى بريطانيا على وجه التحديد، في موجة هجرة متخصصة.

إلا أن حركة الهجرة للعمل غير مرتبطة بأحداث السابع من أكتوبر، فقبل شهور أقبل العديد من الأطباء النفسيين على اختبارات تمكنهم من الحصول على ترخيص للعمل في بريطانيا، واتخذ بعضهم بالفعل قرار الرحيل قبل بداية الحرب، إلا أن البعض أوقف تلك الخطط.

ما يقوله الأطباء عن أسباب الرحيل يتلخص في عبء العمل الثقيل، رغم أن العائد المادي في بريطانيا ليس أفضل بدرجة كبيرة عن نظيره في إسرائيل، وفقا لمسؤول كبير في قطاع الصحة النفسية تحدث مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

السبب الثاني الذي دفع ببعض الأطباء لاتخاذ قرار الهجرة، هو نظام الإصلاح القضائي الذي دفعت به حكومة نتنياهو، وأبطلته المحكمة العليا في قرار تاريخي في الأول من يناير 2024.

في العام الماضي، أفرجت وزارة الصحة الإسرائيلية عن بعض بيانات أوضحت أن عدد الأطباء النفسيين مقابل الأفراد انخفض بنسبة ١٩٪ على مدار العقد الماضي.

ومؤخرا، أعلن المعهد الوطني للخدمات الصحية وأبحاث السياسة الصحية أن هناك طبيب نفسي واحد في القطاع العام لكل 11 ألفا و705 أشخاص.

في هذا السياق أرسلت مجموعة من رؤساء مراكز الصحة النفسية في إسرائيل خطابا لمراقب الدولة نتنياهو إنجلمان، يحذرون فيه من "اقتراب نظام الصحة النفسية من الانهيار".

وأوضح الخطاب أن هناك حاجة متزايدة لخدمات الأطباء النفسيين خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر، إذ تحمل النظام منذ ذلك الحين حوالي ٣٠٠ ألف مريض جديد بحاجة للمساعدة.

في أوائل ديسمبر الماضي، أُفرج عن نتائج دراسة استطلعت آراء ٤٢٠ إسرائيليا أعمارهم ١٨ عام فأكثر.

نسبة ٣٤٪ منهم عانوا من أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة، ووصلت النسبة إلى ٥٠٪ بالنسبة للأشخاص الذين تقاطعوا مباشرة مع هجوم 7 أكتوبر.

يحاول أطباء ومتخصصون إسرائيليون توفير تدريبات مناسبة للأخصائيين النفسيين الأصغر سنا، لتقديم الرعاية والعلاج المناسبين "لما بعد الصدمات".

من بين تلك المبادرات دورة تدريبية للأخصائيين الحاصلين على شهادة الطب دون الحصول على الماجستير، تساعدهم على علاج الصدمات، وذلك في مشروع مشترك بين مركز ميتيف-إسرائيل للصدمات، وزارة الصحة الإسرائيلية، وجامعة أرئيل، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وبحسب مديرة الأبحاث في مركز ميتيف-إسرائيل الدكتورة آنا هاروود جروس، ، سجل حوالي ١٣٠٠ متخصص للحصول على الدورة التدريبية.