إسرائيل تحاول الاستفادة من "درس جنين" في طولكرم

المستوطنة الأقرب لمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية هي مستوطنة سناعوز والتي يقع بجانبها حاجز دائم يفصل طولكرم عن إسرائيل.

من هذا الحاجز تحديدا تخرج الآليات العسكرية في أغلب اقتحامات مدينة طولكرم ومخيماتها.

وفي ٣ يناير وبينما كانت الجيبات العسكرية تدخل مخيم نور شمس انفجرت بأحدها عبوة ناسفة حسبما تداول ناشطون فلسطينيون صورا وفيديوهات على مجموعات التلغرام المحلية.

وشهدت الضفة الغربية منذ انطلاقة "كتيبة جنين" في ٢٠٢١ ارتفاعا في وتيرة استخدام القنابل اليدوية والعبوات الناسفة محلية الصنع. وبدأت عمليات التصنيع هذه من مخيم جنين، وانتقلت منها إلى باقي مخيمات الضفة الغربية.

تفجير العبوات الناسفة المزروعة في شوارع المخيم في طولكرم، تذكر الفلسطينيين بعربة النمر التي انفجرت فيها عبوة ناسفة في مخيم جنين في يونيو ٢٠٢٣.

وبحدة مشابهة للتي اقتحم الجيش الإسرائيلي فيها جنين عدة مرات بعد ارتفاع وتيرة استخدام العبوات الناسفة، يقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم نور شمس في مدينة طولكرم، ويحفر شوارع المخيم.

اعتمد الجيش الإسرائيلي تكتيك حفر الشوارع قبل الاقتحام بحيث تتقدم جرافة نحو شوارع المخيم وتطلق "مسمارها" في عمق الأرض، وتجوب الشوارع.

يهدف الحفر للتخلص من كل العبوات الناسفة المزروعة مسبقا في الشوارع، قبل الاقتحام بعربات الجيب العسكرية التي تنتظر على مدخل المخيم بانتظار انتهاء الجرافة من مهمتها.

وفي بعض الأحيان تنفجر العبوات الناسفة بالجرافة، ولأن الجرافة أكثر تحصينا ومرتفعة عن الأرض لا تؤثر تلك العبوات على عملها بدرجة كبيرة.

لهذا السبب وعلى مدار الأشهر الماضية أصبحت شوارع مخيم جنين كلها ترابية بعد تجريف الإسفلت بحسب تقارير وصور نشرتها وكالة رويترز.

وعلى خطى جنين يسير الجيش الإسرائيلي في طولكرم خاصة بعد سماع دوي انفجارات أكثر، مع كل اقتحام لمخيم نور شمس في طولكرم.

في جنين، يسيطر الجيش الإسرائيلي على نقطة يتحصن فيها مسلحو كتيبة جنين، وصادر منها عبوات ناسفة مصنعة محليا بأعداد كبيرة، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وصوّر نشطاء وصحافيون فيديوهات لسرداب تحت الأرض في مخيم جنين قالوا إن الجيش الإسرائيلي تمركز عنده، وزعم الجيش بعدها أنه عثر على العبوات الناسفة في هذا السرداب.

في مخيم نور شمس الذي يعتقد الفلسطينيون أن الجيش يقتحمه بهذه الحدة كي يمنع تصنيع العبوات الناسفة كما حدث في جنين، كانت الحالة مختلفة.

في الاقتحام الأخير الذي جرف فيه الجيش الإسرائيلي شوارع المخيم وخاض فيه مسلحون من كتيبة طولكرم اشتباكات وصفت بـ"العنيفة" مع الجيش، لم تقتل إسرائيل أي مسلح فلسطيني.

أثناء الانسحاب الإسرائيلي أعلنت كتيبة طولكرم أنها فجرت عبوة ناسفة بآلية إسرائيلية كانت تنسحب من المخيم الذي غادر بعض أهاليه منازلهم وسكنوا خارج المخيم خشية تكرار الاقتحامات وبسبب تدمير البنية التحتية.

يقول الجيش الإسرائيلي إن قواته فتشت منازل في مخيم نور شمس للاجئين في مدينة طولكرم، الخميس 4 يناير، واعتقلت مئات الأشخاص للاشتباه في ضلوعهم بأنشطة مسلحة.

ويقول سكان إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 120 شخصا على الأقل وهدمت ثلاثة منازل، بما فيها منزل تابع لأحد أعضاء "كتائب طولكرم" المرتبطة بحركة فتح الفلسطينية.

وقال الجيش في بيان إن "قوات الجيش الإسرائيلي تواصل العمل، إلى جانب قوات الأمن الإسرائيلية الأخرى، في عملية واسعة النطاق لقمع الإرهاب في مخيم نور الشمس للاجئين".