"بايدن آخر مَن يعلم.. ""مرض أوستن"" يحرج أميركا "

بعد قربة ٩ أيام على دخوله المستشفى، بدأت بعض الحقائق تتكشف عن حالة وزير الدفاع الأميركي الصحية.

مركز والتر ريد الطبي العسكري قال إن أوستن دخل المستشفى مصابا بعدوى في المسالك البولية عقب إجراء عملية جراحية في ديسمبر لعلاج سرطان البروستات.

وقال المركز في بيان أصدره البنتاغون: "تحسن وضعه الصحي ويواصل إحراز تقدم ونتوقع تعافيه الكامل على الرغم من أن هذه العملية قد تكون بطيئة، وخلال هذه الإقامة، لم يفقد وعيه مطلقًا ولم يخضع أبدا للتخدير العام".

لكن بايدن شخصيا لم يعلم تفاصيل عن تشخيص وزير دفاعه سوى في التاسع من يناير بعد إعلان التفاصيل للرأي العام بدقائق.

حتى نتتبع فجوة الحضور في جدول وزير الدفاع الأميركي في يناير، علينا العودة إلى ٢٢ ديسمبر الماضي، حيث دخل أوستن المستشفى للخضوع لإجراء طبي، لكنه عاد لمنزله في اليوم التالي دون أن يلفت النظر لغيابه.

في الأول من يناير، أصيب أوستن بنوبة ألم شديدة، نقل إثرها إلى المستشفى مرة أخرى إلى وحدة العناية المركزة، حسبما أوضح لاحقا المتحدث باسم البنتاغون، اللواء بات رايدر.

في الثاني من يناير، فوض رجل البنتاغون بعضا من سلطاته لنائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس، ولكن بحسب شبكة سي إن إن الأميركية، لم تعلم نائبة الوزير شخصيا تفاصيل عن حالته الصحية سوى لاحقا في الرابع من يناير.

ولكن لماذا تأخّر إعلان دخول الوزير للمستشفى من الأصل؟

علل رايدر الأمر، بمرض مديرة مكتب وزير الدفاع كيلي ماجسامين.

في الثاني من يناير، كانت كيلي ماجسامين على علم بدخول وزير الدفاع للمستشفى، بالإضافة إلى المساعد العسكري الكبير اللفتنانت جنرال رونالد كلارك، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون.

هناك أيضا حراسة أوستن الخاصة التي رافقته إلى المستشفى، وأحد المساعدين العسكريين الصغار.

في الوقت ذاته، لم يكن الرئيس جو بايدن على علم بالأمر، ولا الكونغرس.

وأُبلغ مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ونائبة الوزير بمرضه في الرابع من يناير، قبل يوم واحد من إعلان البنتاغون للأمر رسميا، وأشارت وكالة أسوشيتد برس أن سوليفان أخبر الرئيس الأميركي بنفسه.

أوستن شخصيا يريد تحملها، وبالرغم من أنه ما يزال إلى الآن في المستشفى، ومن غير المعروف إلى متى سوف يظل خاضعا للعلاج في والتر ريد، إلا أنه أصدر بيانا يحاول من خلاله تحمل مسؤولية فجوة الشفافية.

يقول أوستن في بيانه: "أدرك أنه كان بإمكاني القيام بعمل أفضل لضمان إعلام الجمهور بشكل مناسب. ولكن من المهم أن أقول، كان ذلك إجراء طبيا، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن قراري بشأن الإفصاح".

لكن أوستن لا يرغب في تحمل المسؤولية على نحو كلاسيكي عبر الاعتذار والتقدم باستقالته، إذ أكد متحدث باسم البنتاغون الإثنين الماضي، أن وزير الدفاع لا ينوي الاستقالة.

إدارة بايدن أيضا متمسكة به، فقد صرحت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن لديه "ثقة كاملة" في وزير الدفاع لويد أوستن.

كما تحدث وزير خارجية بايدن أنتوني بلينكن عن دعمه لأوستن في وقت سابق، حيث وصفه بـ"القائد الاستثنائي"، كما قال إنه يتطلع لتعافيه بشكل كامل ومن ثم عودتهما للعمل سويا على مدار العام.

على الجهة الأخرى، لا يُنظر لتصرف أوستن بالقدر ذاته من التعاطف، خاصة بين صفوف النواب الجمهوريين الذين يرغبون الآن في الحصول على إجابات.

من بين الأسئلة التي ما تزال مطروحة؛ ما طبيعة الإجراء الطبي الذي قام به أوستن في الأساس، وما مضاعفته، وكيف ومتى حدث تفويض السلطات بينه وبين نائبته ولماذا لم يُبلغ الرئيس أو النواب بالأمر.

تشير صحيفة بوليتيكو في تقرير لها، أن واقعة أوستن، تسببت في إحراج كبير لإدارة باين.

فإدارة بايدن تحاول طرح نموذج مناقض للفوضى إبان إدارة ترمب، وتفتخر بأدائها الاحترافي وقدرتها على التواصل والعمل الجماعي، كما تشير الصحيفة.

ولكن وزير دفاع بايدن ربما انتهك القانون الأميركي المتعلق بـ "الإبلاغ عن الشغور الوظيفي"، بحسب وكالة رويترز.

ويلزم القانون الوكالات التنفيذية بإبلاغ مجلسي النواب والشيوخ عن حالات غياب كبار المسؤولين وكذلك اسم أي شخص ينوب عنهم.

لكن القانون في الوقت نفسه لا ينص على عقوبة في حال انتهاكه.

في مقدمة هؤلاء المطالبين بتنحية أوستن عن المشهد يأتي دونالد ترمب، الرئيس السابق، الذي نادى بإقالة أوستن بشكل فوري، وفقا لصحيفة نيويورك بوست.

وكتب ترمب على منصته تورث سوشيال: "لقد كان غائبا لمدة أسبوع، ولم يكن لدى أحد فكرة عن مكانه، بما في ذلك رئيسه المحتال، جو بايدن".

يعتبر بعض النواب الجمهوريين كذلك أن الواقعة "تقوض الثقة" في إدارة بايدن، من بين هؤلاء السيناتور روجر ويكر، أعلى عضو جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.

تمنى ويكر السلامة لوزير الدفاع، لكنه استدرك قائلا: "مع ذلك، تظل الحقيقة هي أن وزارة الدفاع تعمدت إخفاء الحالة الصحية لوزير الدفاع لعدة أيام. وهذا غير مقبول".

أما النائب الجمهوري جيم بانكس، فقال إن أوستن كان "كارثة" منذ البداية، وأضاف بحسب موقع أكسيوس: "يجب استبداله بشخص يركز على جعل الجيش أكثر جاهزية للقتال والفوز بالحروب".