حقل اليمن في إسرائيل.. أقفاص لتعذيب الفلسطينيين

جندي الاحتياط أدلى بشهادته لإذاعة عبرية دون الكشف عن هويته أو صوته. وأفاد الجندي بأن الغزيين المحتجزين في المعسكر يتم وضعهم في أقفاص ضيقة كل منها يحتوي على 70-100 شخص تتراوح أعمارهم بين 18-60 عاما. وأضاف بأن هناك قصف مخصص للعجائز حيث شاهد أشخاص لا تقل أعمارهم عن 75 عاما.

المحتجزون مجبرون على الجلوس في صفوف على الأرض دون القدرة على التحرك، أعينهم معصوبة وأيديهم مكبلة طوال فترة الاحتجاز ولا يسمح لهم بالتحدث مع بعضهم البعض.

ويضيف الجندي بأن المحتجزين بالكاد يحصلون على طعام "مما رأيته، يتألف العشاء هناك من شريحتين من الخبز والخيار والجبن القليل جداً".

علاوة على ذلك، يقول الجندي بأنه لا يسمح للمعتقلين بالاستحمام سوى مرة واحدة في الأسبوع ولا يسمح لهم بتغيير ملابسهم التي كانوا يرتدونها طوال فترة تواجده في القاعدة لأكثر من 20 يوما.

بحسب شهادة جندي الاحتياط الذي خدم في سدي تيمان، فإن الجنود لا يسمحون للغزيين المحتجزين أن يناموا بشكل كاف خلال الليل، ويقوم الجنود بضرب أو معاقبة كل شخص يحاول النوم خلال اليوم. ويضيف الجندي أن المحتجزين "ينامون فوق مراتب رقيقة جداً، ينامون عملياً على الأرض، على بطانيات قذرة".

وأعطى الجيش الإذن للجنود في قاعدة اليمن أن يعاقبوا المعتقلين كما يحلوا لهم، والجنود لا يدخرون جهداً في ذلك، فهم يقومون بضرب المعتقلين بشكل تعسفي بسبب أو بدون سبب. ويجبرونهم على القيام بأفعال عشوائية، بحسب شهادة جندي الاحتياط. ويضرب الجنود المعتقلين كلما حاولوا التكلم أو التحرك أو النظر خلسة من خلال غطاء الأعين، بحسب صحيفة هآرتس.

جندي الاحتياط قال إن الجنود في قاعدة سدي تيمان أبدوا سعادة كبيرة بتعذيب وضرب المعتقلين الغزيين، وفسر الجندي ذلك بقوله إن زملاءه يعتقدون أن ضرب وإهانة المعتقلين هي فرصة للمشاركة في جهود الحرب والنيل من غزة، لذلك يقومون بتعويض عدم مشاركتهم في أعمال القتال في القطاع بضرب المعتقلين مقيدي الأيدي.

صحيفة +972 الإسرائيلية وثقت شهادات إضافية حول أنواع التعذيب التي يتعرض لها معتقلو غزة في تلك القاعدة، حيث تقول الصحيفة إن الجنود أخضعوا المعتقلين للصعق بالكهرباء، وأحرقوا جلودهم بالولاعات، وبصقوا في أفواههم، وحرموهم من النوم والطعام والوصول إلى الحمامات حتى يتبرزوا على أنفسهم.

بعض المحتجزين يعانون من جروح وإصابات إما إثر اعتداء الجيش الإسرائيلي عليهم في غزة أو بسبب الظروف الصعبة التي يحتجزون فيها والتعذيب الذي يتعرضون له. لكن جندي الاحتياط يقول في شهادته إن العلاج الطبي يتم توفيره فقط لمن يوشكون على الموت، وحين نقلهم لعيادة المعسكر يتم تكبيل أيديهم في أسرتهم حتى لا يتمكنوا من التحرك أو الذهاب للحمام، حيث يتم إجبارهم على ارتداء حفاضات عوضاً عن ذلك.

الجندي قال إن الموظفين الطبيين لا يرغبون حقاً في مساعدة المرضى، وعندما يضطرون لعلاج الحالات الخطيرة، يتعمدون سوء معاملة المرضى المعتقلين. على سبيل المثال، ذكر الجندي أن أحد المعتقلين استيقظ أثناء خضوعه لجراحة وقال للممرض بأنه يشعر بألم الجراحة وأن ذلك يؤذيه، فرد عليه الممرض بقسوة "حسناً، شعر أبناؤنا بالألم أيضاً" في إشارة للأسرى في غزة.

موقع سدي تيمان هو معسكر احتجاز عسكري لا يتبع لمصلحة السجون الإسرائيلية، وتمنع إسرائيل وصول الصليب الأحمر أو أي هيئة دولية أو حقوقية لمعاينة المنطقة وزيارة المعتقلين بحسب جندي الاحتياط، في مخالفة لأعراف القانون الدولي.

صحيفة هآرتس الإسرائيلية تؤكد ذلك أيضاً حيث تقول إن السلطات الإسرائيلية ترفض الإفصاح عن عدد المعتقلين الفلسطينيين في معسكر اعتقال قاعدة اليمن، وتضيف الصحيفة بأن القانون الإسرائيلي يتيح للجيش اعتقال أي شخص في غزة لمدة 75 يوم قبل إحضاره أمام قاضي ويمكن للقاضي أن يمنع المعتقل من رؤية أي محامي لمدة 180 يوما.

جندي الاحتياط يقول إن هناك العديد من المعتقلين الذين تأكد الجيش من عدم صلتهم بحماس أو أي منظمة أخرى من قريب أو من بعيد، ومع ذلك يبقونهم في الأقفاص ويسمونهم "شاويشم" ويتم الاعتماد عليهم للمساعدة داخل معسكر الاعتقال.