غابريال أتال.. ماكرون جديد

يأتي تعيينه بينما يواجه ماكرون في ولايته الثانية من خمس سنوات صعوبات كبيرة. فبدون أغلبية في الجمعية الوطنية وفي مواجهة صعود اليمين المتطرف، يبذل الرئيس الفرنسي جهودا شاقة من أجل إعطاء دفع لولايته الثانية.

فقد ترك تبني إصلاح أنظمة التقاعد المؤلم والمثير للجدل ومؤخراً قانون الهجرة المدعوم من اليمين القومي والذي صدّع الأغلبية الرئاسية، أثرا سلبيا كبيرا.

وغابريال أتال قادم من حركة المؤيدين الشباب لدومينيك ستروس الذي كان أحد أبرز شخصيات اليسار قبل سقوطه على أثر اعتقاله بتهمة اعتداء جنسي في 2011 في نيويورك. فأصبح أتال من أوائل الاشتراكيين الذين انضموا إلى إيمانويل ماكرون عندما أسس في 2016 حزبه "إلى الأمام!" الذي كان نقطة انطلاقه إلى الرئاسة.

بعد فوز ماكرون في 2017، انتخب أتال، وهو ابن منتج سينمائي درس على مقاعد المدرسة الألزاسية الراقية في باريس، نائبا في معقل اليمين في أو-دو-سين، إحدى ضواحي باريس.

وفتح له ذلك باب دخول الحكومة من باب صغير عندما كُلّف حقيبة سكرتير الدولة للشباب وتميّز بـ"قدرته على العمل" و"حسّه السياسي"، بقدر ما أثبت طموحه. واعترف في ذلك الوقت بوضوح "لو منعت نفسي من القيام ببعض الأمور لما كنت على الأرجح حيث أنا اليوم".

في يوليو 2020، تساءل رئيس الوزراء آنذاك جان كاستيكس "هل وجدنا ما نشغّل به الشاب غابريال من جديد؟".

في البداية، شغل أتال منصب المتحدث الرسمي باسم الحكومة وقام بهذه المهمة بمهارة خلال أزمة كوفيد. وفرض نفسه واحدا من أعضاء الحكومة القلائل الذين أصبحوا معروفين لدى الرأي العام.

بعد إعادة انتخابه في 2022، عرض عليه إيمانويل ماكرون حقيبة الميزانية إذ سمحت له سهولة تعامله مع وسائل الإعلام بأن يكون من الوزراء النادرين الذين أرسلوا إلى الخطوط الأمامية للدفاع عن إصلاح أنظمة التقاعد الذي لا يحظى بشعبية.

ولم يمض وقت طويل حتى وصلت المكافأة الجديدة: وزارة التربية الوطنية المرموقة، اعتبارا من يوليو 2023.

وبين تصريحاته حول "صدمة المعرفة" و"مدرسة الحقوق والواجبات" وتبنيه موقفا لصالح فرض زي رسمي ومنع العباءة في المدرسة، أصبح الوزير الشاب موجودا في كل مكان ويشغل ساحة الإعلام، مثيرا إعجاب كبار السن الذين يشكّلون قلب الناخبين المؤيدين لماكرون.

قبل أسابيع، عبّرت مستشارة حكومية عن استغرابها لهذا الحماس ل"رجل السلطة" هذا الذي يثير سخرية حتى بين مؤيديه بسبب "اعتداده بتفوقه".

ورأت زعيمة كتلة اليسار الراديكالي ماتيلد بانو أنه "ماكرون جونيور متخصص بالغطرسة والازدراء".

• يبلغ غابرييل أتال 34 عاما، وهو أصغر رئيس وزراء لفرنسا بعد لوران فابيوس اليساري الذي كان عمره 37 عاما عندما عينه فرانسوا ميتران رئيسا للوزراء عام 1984.

• يعتبر أتال أول رئيس وزراء مثلي الجنس حيث كشف عن ذلك زميل له في المدرسة عام 2018 عندما تم تعيينه وزيراً خلال ولاية ماكرون الأولى. وفي ذلك الوقت، كان أتال على علاقة مع ستيفان سيجورن، المستشار السياسي السابق لماكرون.

• انضم أتال إلى الحزب الاشتراكي عندما كان عمره 17 عاما وأصبح اسمه مألوفا في السياسة الفرنسية بعد تعيينه متحدثا باسم الحكومة أثناء الوباء.

• عين ماكرون أتال وزيرا في وزارة المالية ثم وزيرا للتعليم عام 2023، مما صنع لنفسه اسمًا كواحد من أكثر وزراء حكومة ماكرون ذكاءً ومهارة في التواصل.

• كانت الخطوة الأولى التي اتخذها عتال بعد تعيينه وزيرا للتعليم العام الماضي هي حظر العباءة الإسلامية في المدارس الحكومية، مما أدى إلى زيادة شعبيته بين العديد من الناخبين المحافظين على الرغم من انتمائه إلى اليسار.