"قصرة" تنزف برصاص المستوطنين ومراقبة الجيش الإسرائيلي

بعد التهديد بيومين، وفي ظهيرة يوم الأربعاء ١١ أكتوبر، قامت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين الملثمين والمسلحين بمهاجمة القرية في هجوم يمكن أن يكون الأكثر دموية من قبل المستوطنين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وغزة قبل ثلاثة أشهر، حسبما وصفته واشنطن بوست

كشف تحقيق الصحيفة بعد تحليلها للمشاهد الحصرية للهجوم والسجلات الطبية والمقابلات مع الشهود أن أحد الفلسطينيين الذين قُتلوا، وهو عبادة سعيد أبو سرور، البالغ من العمر 17 عامًا، أصيب برصاصة في ظهره على يد المستوطنين، حيث كان يهرب من إطلاق النار.

وفي الوقت نفسه، لم تتدخل القوات الإسرائيلية بالقوة، على الرغم من ضرورة إلزامها بموجب القانون الدولي والإسرائيلي بحماية جميع سكان الضفة الغربية، بما في ذلك الفلسطينيين.

تظهر الأدلة المرئية أن الجنود وأفراد الشرطة لم يتم تصويرهم في مكان الوفاة إلا بعد انتهاء الهجوم، على الرغم من أن القوات المتمركزة في المواقع العسكرية القريبة كانت على مسافة قريبة من إطلاق النار وكان لديها رؤية لهجوم سابق للمستوطنين.

وتحيط المستوطنات ببلدة قصرة جنوب نابلس من ثلاث جهات، وتعتبر البلدة منطقة خطرة للسكن نظرا لقربها من الشارع الرئيسي الإسرائيلي الذي يربط نابلس برام الله.

في ذات اليوم قالت وكالة وفا الفلسطينية إن اعتداءات المستوطنين على بلدة قصرة أدت لمقتل "ثلاثة مواطنين بينهم طفلان، وإصابة 11 آخرين، بالرصاص الحي، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال ومستعمرين في بلدة قصرة، جنوب نابلس" حسبما قالت الوكالة الفلسطينية.

وأفادت مصادر طبية بأن طواقم الهلال الأحمر في ذلك اليوم نقلت مصابين اثنين من مركز الجزائر الطبي في البلدة إلى مستشفى رفيديا، وتم الإعلان عن وفاتهما هناك فيما أعلنت وزارة الصحة عن مقتل مصاب ثالث بمستشفى رفيديا متأثرا بإصابته.

وأفادت وكالة وفا أن الطواقم نقلت 11 مواطنا أصيبوا بالرصاص الحي خلال الاعتداء على بلدة قصرة إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس ومستشفى سلفيت الحكومي، بعضهم أصيبوا بجروح حرجة.

حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم الإبعاء، دخلت مجموعة من المستوطنين الملثمين يحملون أسلحة نارية إلى قصرة على متن مركبات رباعية الدفع، بحسب فؤاد ياسيف حسن، أحد سكان قصرة ومتطوع في الهلال الأحمر الذي كان من أوائل الذين ردوا على الهجوم. وقال حسن للصحيفة إن المستوطنين تعمدوا الاصطدام بسيارة في المنطقة وبدأوا بإطلاق النار عليها.

وفر أكثر من عشرة فلسطينيين شمالا للاحتماء خلف مبنى كبير، بعيدا عن إطلاق النار الذي بدا أنه قادم من اتجاه مستوطنة إيش كوديش باتجاه قصرة.

وبحسب حسن وتقارير إعلامية محلية، كان المستوطنون الملثمون يطلقون النار في الغالب من مسدسات وبندقية عسكرية شعبية من طراز M16. وظل المستوطنون في القرية لمدة نصف ساعة تقريبا وغادروها حوالي الساعة 1:30 ظهرًا بعد إطلاق النار على عدد من المواطنين.

وقال حسن إن شرطة الحدود والجيش الإسرائيلي كانوا متواجدين في المنطقة وحذروا السكان من محاولة إيقاف المستوطنين. وقال مسؤولون إسرائيليون لسكان القرية إن الشرطة وحدها هي التي سُمح لها بمواجهة المستوطنين.

لكن الأدلة المرئية أظهرت لواشنطن بوست أن الجنود الإسرائيليين المتمركزين في موقعين عسكريين يقعان بين المستوطنة والقرية كان لديهم رؤية واضحة للطريق الذي يهرب فيه السكان والمبنى الذي اختبأوا خلفه.