السويد "تتحسس مسدسها".. وأطفالها ينتظرون الحرب

في مؤتمر حول الدفاع في السويد، خرج وزير الدفاع المدني كارل أوسكار بوهلين ليحذر من احتمالية قيام الحرب محذرا من أي تراخ في هذا الشأن.

بعد أيام قليلة، طرح القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ميكايل بيدن، الفكرة نفسها، ولكنه لم يكتفِ بذلك، فقد عرض منازل محترقة ومدمرة بالقصف في أوكرانيا. وسأل "هل تعتقدون أن هذه يمكن أن تكون السويد؟".

في معرض حديثه، رأى أن الحرب في أوكرانيا مجرد مرحلة وليست هدفا نهائيا، مشيرا إلى أن هدف موسكو هو إنشاء منطقة نفوذ وتدمير النظام العالمي، مشيرا إلى أهمية الاستعداد النفسي لذلك.

إذا كان على السويديين الاستعداد للحرب نفسيا بحسب قائد الجيش، فإن الحالة النفسية للأطفال قد تحولت إلى القلق.

زيادة كبيرة في أعداد الاتصالات الهاتفية من الأطفال على الخط الساخن الخاص بمنظمة بريس المعنية بحقوق الأطفال، وهو ما قال عنه الأمين العام للمنظمة ماغنوس ياغرسكوغ في بيان إن "العديد من الأطفال يعانون من ارتفاع مستوى القلق لديهم بسبب هذه المعلومات".

الأمر لم يقف عند الأطفال، فقد انعكس التوتر على الأسواق التي شهدت زيادة في مشتريات سلع مثل أجهزة لاسلكي للطوارئ والصفائح ومواقد التخييم بحسب أصحاب متاجر داخل البلاد.

رغم الخطر فإن الحرب ليست قريبة وفق ما يراه المعارضون، فتقول زعيمة الحزب الديموقراطي الاشتراكي ورئيسة الوزراء السابقة ماغدالينا أندرسون إن "الوضع خطير لكن من المهم أيضًا أن نوضح أن الحرب ليست على الأبواب".

أما على أوراق الصحف فقد امتد الأمر إلى تأويل ما يتحدث عنه القادة العسكريون بأنه "رغبة متكتمة باختبار القوات القتالية السويدية"، بحسب المعلق غوران غرايدر الذي كتب في صحيفة "داغينس نيهيتر" أن الرسالة الحقيقية هي على الأرجح "أعطونا المزيد من المال".

رغم ذلك، فإن الصحيفة نفسها قالت في مقالتها الافتتاحية إن عددا من الردود على الدعوة للاستعداد كانت "سخيفة"، ولكن من "الخطأ" التأكيد بأن وقوع حرب مستحيل.

يرى مارك غاليوتي من "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" أن احتمال مهاجمة روسيا للسويد مبني على أساس ضعيف.

وقال لوكالة فرانس برس "أفهم أن على الجيش أن يفكر في أسوأ السيناريوهات، وقد أظهرت روسيا أنها أكثر عدوانية مما كان متوقعا"، وأضاف "لكن يجب أن أعترف بأنني أشك في احتمال حدوث مثل هذا السيناريو".

وأشار إلى عدد من العوامل التي تجعل فرضية الهجوم الروسي غير مرجحة على حد قوله، من بينها خصوصا "أن الجيش الروسي، أو على الأقل القوات البرية بالتحديد أضعفت" بسبب الحرب في أوكرانيا التي تحتل مكانة خاصة في رؤية فلاديمير بوتين لروسيا.